قال حذيفة رضي الله عنه :أول ما تفقدون من دينكم الخشوع ، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ورُبّ مصلٍّ لا خير فيه ، ويوشك أن تدخل المسجد فلا ترى فيهم خاشعا.المدارج
وحرمان الخشوع مصيبة كبيرة ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه : (اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع..)رواه الترمذي
والشيطانعدو للهوعدو لـ الأنسان
أخذ على نفسه العهدبإضلال بني أدم وفتنتهم
ومن أعظم كيده صرف الناسعن الصلاة بشتى الوسائل
والوساوس من أعظمكيد الشيطان
قال الله تعالى : {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون}المؤمنون 1- 2
أي خائفون ساكنونو" الخشوع هو السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع والحامل عليه الخوف من الله ومراقبته. "تفسير ابن كثير
الخشوع
والخشوع هو قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل
ومحل الخشوع في القلب وثمرته على الجوارح.
والأعضاء تابعة للقلب فإذا فسد خشوعه بالغفلة والوساوس فسدت عبودية الأعضاء والجوارحفإن القلب كالملك والأعضاء كالجنود له فبه يأتمرون وعن أمره يصدرونفإذا عُزل الملك وتعطّل بفقد القلب لعبوديته ضاعت الرعية وهي الجوارح.
والخشوع في الصلاة يحصل لمن فرّغ قلبه لها ، واشتغل بها عما عداها ،وآثرها على غيرها ، وحيئذ تكون راحة له وقرة عين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :(.. جعلت قرة عيني في الصلاة)" تفسير ابن كثير
حكمه
الخشوع واجب.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : قال الله تعالى(واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)وهذا يقتضي ذم غير الخاشعين
ويدل على وجوب الخشوع فيها أيضا قوله تعالى :(قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون.. - إلى قوله - أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) أخبر سبحانه وتعالى أن هؤلاء هم الذين يرثون فردوس الجنة وذلك يقتضي أنه لا يرثها غيرهم
فضل الخشوع ووعيد من تركه
قال رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام
(خمس صلوات افترضهن الله تعالى ، من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن ، وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ، ومن لم يفعل ، فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له وإن شاء عذّبه.) رواه أبو داود وهو في صحيح الجامع
وقال عليه الصلاة والسلام في فضل الخشوع أيضا :(من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين يُقبل عليهما بقلبه ووجهه [ وفي رواية : لا يحدّث فيهما نفسه ] غفر له ما تقدّم من ذنبه [ وفي رواية إلا وجبت له الجنة ])البخاري والنسائي وهو في صحيح الجامع
الأسباب المعينة على الخشوع
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في بيانه لما يعين على الخشوع فقال :
والذي يعين على ذلك شيئان : قوة المقتضى و ضعف الشاغل.
أما الأول : قوة المقتضى :
فاجتهاد العبد في أن يعقل ما يقوله و ما يفعله ، ويتدبر القراءة والذكر والدعاء ، ويستحضر أنه مناجٍ لله تعالى كأنه يراه. فإن المصلي إذا كان قائما فإنما يناجي ربه.
والإحسان : (أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
ثم كلما ذاق العبد حلاوة الصلاة كان انجذابه إليها أوكد ، وهذا يكون بحسب قوة الإيمان.
والأسباب المقوية للإيمان كثيرة ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول :(حبب إليَّ من دنياكم : النساء والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة) وفي حديث آخر قال : (أرحنا بالصلاة يا بلال) ولم يقل : أرحنا منها.
أما الثاني : زوال العارض :
فهو الاجتهاد في دفع ما يشغل القلب من تفكر الإنسان فيما لا يعنيه ، و تدبر الجواذب التي تجذب القلب عن مقصود الصلاة ، وهذا في كل عبد بحسبه ،فإن كثرة الوسواس بحسب كثرة الشبهات والشهوات ، وتعليق القلب بالمحبوبات التي ينصرف القلب إلى طلبها ، والمكروهات التي ينصرف القلب إلى دفعها.من مجموع الفتاوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بصمةالزوار
بارك الله فيكم