السحــور
السحــور
عن عمرو ابن العاص رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر " أخرجه مسلم .
جاء القرآن الكريم بالرحمة والرأفة للناس من ربهم تبارك وتعالى ، بأن أباح لهم الأكل والشرب والجماع بعد غروب الشمس إلى طلوع الفجر كرماً منه سبحانه وتعالى بعبادة ولطفاً بهذه الأمة المحمدية .
والسحور سنة ينبغي للمسلم اتباعها والعمل بها فعلى المسلم ألا يترك السحور ولو بشيء بسيط يأكله أو يشربه من الليل قبيل طلوع الفجر .
وللسحور فوائد وفضائل منها :
أ – بركة السحور :
عن عبد الله بن الحارث عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر فقال : " إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوها " رواه النسائي بإسناد صحيح .
فأكلة السحر تقوي الصائم على صيام اليوم التالي ، علاوة على ما فيه من البركة الواردة في الحديث ، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم الغداء المبارك ، فعن المقدام بن معد كرب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عليكم بغداء السحور ، فإنه غداء مبارك " رواه النسائي بإسناد حسن ، أنظر جامع الأصول 5/501 .
ب – صلاة الله وملائكته على المتسحرين :
إنه فضل عظيم من لدن حكيم عليم ، وذلك بأن يتسحر المسلم قبل الصيام فيحصل على صلاة الله وملائكته عليه ،فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين " حديث صحيح صححه الألباني في الترغيب والترهيب ، وصححه شعيب الأرنؤوط في صحيح ابن حبان .
وصلاة الله على المتسحرين : أي رحمته ومغفرته لهم ، وصلاة الملائكة : استغفارهم لهم . وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان ، وقال : " هلموا إلى الغداء المبارك " رواه النسائي وصححه الألباني .
وأفضل سحور المؤمن التمر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" نعم سحور المؤمن التمر "
رواه أبو داود
فمن لم يجد فليحرص أن يتسحر ولو أن يجرع جرعة من ماء لقوله صلى الله عليه وسلم :" تسحروا ولو بجرعة ماء " حديث حسن أنظر موارد الظمأن 1/389
فنعمة السحور نعمة عظيمة ما على الصائم إلا أن يتسحر حتى ينال مغفرة ربه سبحانه وتعالى ويسبغ عليه رحمته ، وتدعوا له الملائكة بالرحمة والعفو عنه .
ويستحب تأخير السحور لأن ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم ويمتد وقته إلى طلوع الفجر .
وروى أنس رضي الله عنه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال : " تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قام إلى الصلاة ، قلت : كم كان بين الآذان والسحور ؟ قال : قدر خمسين آية "رواه البخاري ومسلم.
فعلى المسلم أن يحرص على السحور إصابة للسنة فقال صلى الله عليه وسلم : " إنا معشر الأنبياء أُمرنا أن نؤخر سُحورنا ونعجل فطرنا ، وأن نمسك أيماننا على شمائلنا في صلاتنا " صحيح . أنظر موارد الظمأن 1/390 .
وعلى المسلم أن يحافظ على أكلة السحر ما دام في صيام لأمر النبي الكريم بذلك ، ولأن أكلة السحر فصل ما بين صيام المسلمين وصيام غيرهم .
بل وأكلة السحر شعار المسلمين ، ثم قد جاء النهي عن ترك السحور ، وهذه قرائن ودلائل قوية تدل على سنيته المؤكدة ، فينبغي على المسلم الحرص كل الحرص على فعل السحور .
وحكم السحور أمر به المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال :" من أراد أن يصوم فليتسحر بشيئ " رواه ابن شيبة و أحمد
إن الأمر النبوي أمر مؤكد توكيدا حثيثا من ثلاثة وجوه:
· الأمر به
· أنه شعار المسلمين والفاصل بين صيامينا وصيام غيرنا
· النهي عن تركه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بصمةالزوار
بارك الله فيكم