بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
إن الوقت هو عمر الإنسان ، ومن أجلِّ ما يصان عن الإضاعة والإهمال ،
والحكيم الخبير من يحافظ على وقته ، فلا يتخذه وعاء لأبخس الأشياء وأسخف الكلام ،
بل يقصره على المساعي الحميدة والأعمال الصالحة التي ترضي الله
وبما أن الوقت هو عمر الإنسان فهو من أهم وأثمن وأعظم
ما يملكه وخصوصا إذا كنا في شهر رمضان
فعلينا أن نغتنم أوقاتنا في هذا شهر رمضان الكريم
ولا نضيع أوقاتنا الثمينة في كل ما هو غير مفيد بل ربما تكون به من الآثام
والذنوب والمعاصي
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقي المنبر فقال:
آمين، آمين، آمين، فقيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا؟
فقال: قال لي جبريل: رغم أنف عبد أو بَعُدَ دخل رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين،
ثم قال: رغم أنف عبدٍ أو بَعُدَ، أدرك والديه أو أحدهما لم يدخله الجنة،
فقلت: آمين، ثم قال: رغم أنف عبد أو بَعُدَ ذُكِرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين"
رواه ابن خزيمة, والترمذي, وأحمد
فلنعتنم أوقات رمضان بالعبادات الصالحات من تلاوة للقران
وعبادات من صلاة وقيام وتسبيح وذكر وصدقة وصلة رحم
وحضور حلقات العلم ومجالس الذكر
وسوف انبه الى بعض التبيهات المهمة المتعلقة بوقت المسلم / ـة
في شهر رمضان الكريم
الملاحظة الاولى
سهر الليل
على المسلم / ـة ان يستفيد من هذا الشهر الكريم
وسهر ليالي رمضان إما أن يكون على طاعة وعبادة
وإما أن يكون على مباح، أو يكون على محرم،
فإن كان على طاعة فهذا حسن ومندوب؛ لأن إحياء ليالي رمضان بالذكر
والدعاء وتلاوة القرآن والصلاة وغيرها
عائشة رضي الله عنها قالت:
كان يخلط في العشرين الأولى النبي صلى الله عليه وسلم من نوم
وصلاة فإذا دخلت العشرة جد وشد المئزر .
الملاحظة الثانية
تضيع الوقت
فعلى المسلم / ـة إستغلال وقتهم بتلاوة القران الكريم
وعلينا أن نحرص على ختمه أكثر من مرة
الملاحظة الثالثة
نوم النهار
فالكثير من شبابنا وبناتنا يقضون معظم النهار في النوم والليل في السهر
والسمر والفسح
وهنا اذكر نصيحة للشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله
للصائم وغيره باستغلال وقته وعدم إضاعته بالنوم فقال :
" لا حرج في النوم نهاراً وليلاً إذا لم يترتب عليه إضاعة شيء من الواجبات ولا ارتكاب شيء من المحرمات ،
والمشروع للمسلم سواء كان صائماً أو غيره عدم السهر بالليل ، والمبادرة إلى النوم بعدما يسّر الله له من قيام الليل ،
ثم القيام إلى السحور إن كان في رمضان ، لأن السحور سنّة مؤكدّة وهو أكلة السحر ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق على صحته . وقوله صلى الله عليه وسلم :
( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ) رواه مسلم في صحيحه .
كما يجب على الصائم وغيره المحافظة على جميع الصلوات الخمس في الجماعة والحذر من التشاغل عنها بنوم أو غيره ،
كما يجب على الصائم وغيره أداء جميع الأعمال التي يجب أداؤها في أوقاتها للحكومة أو غيرها وعدم التشاغل عنها بنوم أو غيره ،
وهكذا يجب عليه السعي في طلب الرزق الحلال الذي يُحتاج إليه هو ومن يعول ، وعدم التشاغل عن ذلك بنوم أو غيره .
والخلاصة أن وصيتي للجميع من الرجال والنساء والصوام وغيرهم هي تقوى الله جل وعلا في جميع الأحوال ،
والمحافظة على أداء الواجبات في أوقاتها على الوجه الذي شرعه الله ، والحذر كلّ الحذر من التشاغل عن ذلك بنوم أو غيره من المباحات أو غيرها ،
وإذا كان التشاغل عن ذلك بشيء من المعاصي صار الإثم أكبر والجريمة أعظم . أصلح الله أحوال المسلمين ،
وفقههم في الدين وثبتهم على الحق ، وأصلح قادتهم إنه جواد كريم .
فتاوى الشيخ ابن باز 4 / 156 .
انتظروني مع النفحة القادمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بصمةالزوار
بارك الله فيكم