ثبت لنا فى منتصف الستينيات من القرن العشرين أن أرضنا فى مرحلة من مراحل خلقها كانت مغمورة بالماء غمراً كاملاً،
لم يدع فيها شيئاً مكشوفاً من اليابسة ،ثم شاءت إرادة الله تعالى- أن يفجر قاع هذا المحيط بثورة بركانية عنيفة،
ظلت تلقي بحممها التي تراكمت فوق بعضها البعض مكونة سلسلة جبلية وسط
هذا المحيط الغامر، وظلت هذه السلسلة فى النمو والارتفاع حتى ظهرت قمتها فوق سطح الماء مكونة
أول جزء من اليابسة على هيئة جزيرة بركانية وبعد اكتمال تكون القارة الأم ،
شاءت إرادة الله – تعالى- أن يمزقها بواسطةشبكة هائلة من الصدوع العميقة التى شكَّلت خسوفاً أرضية غائرة،
فصلت تلك القارة الأم إلى القارات السبع المشاهدة حالياً على سطح الأرض،
والتى كانت فى القديم أشد تقارباً إلى بعضها البعض ،ثم بدأت فى الزحف
والتباعد حتى وصلت إلى مواقعها الحالية على سطح الأرض،
والتى لا تزال فى حركة دائبة منها اليوم.
والتي ترتفع بجزء من ذلك القاع إلى ما فوق سطح الماءعلى هيئة جزر بركانية تظل تنمو التدريج متحولة إلى قارة،
ثم بواسطة تصدع وخسف أجزاء من تلك القارة تنفصل إلى كتلتين متوازيتين يفصلهما بحر طولي شبيه بالبحر الأحمر
، يظل يتسع باستمرار حتى يتحول إلى محيط.
انطلاقا من هذه الآية الكريمة, ومن أحاديث رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ يتضح لنا أن الكعبة المشرفة
بنتها الملائكة عند تمام خلق السماوات والأرض, استعدادا لمقدم أبينا آدم ـ عليه السلام ـ
وعلي ذلك فهي أول بيت بني فوقسطح الأرض علي الإطلاق.
فعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال:" قلت يا رسول الله! أي مسجد وضع أول؟ قال:
المسجد الحرام. قال: قلت ثم أي؟ قال ثم المسجد الأقصى قلت: كم كان بينهما؟
قال: أربعون عاما, ثم الأرض لك مصلي, فصل حيث ما أدركتك الصلاة"
( سنن ابن ماجه).
والتعبير( أول بيت) لم يحدد أنه أول بيت للعبادة,وإن كانت الكعبة المشرفة هي أول بيت عبد الله تعالي فيه علي الأرض,
وعلي ذلك فالاستنتاج أنه أول بيت بني علي سطح الأرض أقرب إلي فهم دلالة النص القرآني الكريم,
ويدعم ذلك وصف القرآن الكريم للكعبة المشرفة بوصف( البيت العتيق)
كما جاء في سورة الحج( آية29).كذلك فإن التعبير القرآني( وضع للناس)
ينفي أن يكون أحد من الناس قد بناه ابتداء,مما يدعم القول بأن الملائكة هي التي بنت الكعبة المشرفة,
ثم تهدم هذا البيت العتيق, وبنته أجيال من الناس ست مرات علي الأقل, ويؤكد ذلك أن الكرامة والبركة والشرف هي للبقعة المكانية,
وليست لأحجار البناء باستثناء الحجر الأسود.
* "إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس"
( صحيح البخاري)
( البخاري وأحمد).
( مصنف عبد الرزاق)
" إن مكة حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض, لايحل لامريءيؤمن بالله واليوم الآخر
أن يسفك بها دما, ولا يعضد بها شجرا, فإن أحد ترخص في قتال فيها, فقولوا: إن الله أذن لرسوله
ولم يأذن لكم,وإنما أذن له ساعة من نهار, وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها أمس"
( صحيح البخاري).
"لاتزال هذه الأمة بخير ماعظموا هذه الحرمة حق تعظيمها, فإذا ضيعوا ذلك هلك"
( أحمد وابن ماجه)
علي لسان خاتم أنبيائه ورسله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ:
"إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين"
(النمل:91).
نعم ان الكعبة هي أول بيت بني على سطح الأرض
ردحذف