19- صلاة ركعتين بحضور القلب
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه
إلا وجبت له الجنة "
رواه مسلم
إن في هذا الحديث فوائد كثيرة وللمتأمل فيه تظهر الفوائد الغزيرة
لـ نعلم بأن سر الصلاة وروحها ولبها هو إقبال العبد فيها على الله وحضوره بكليته بين يديه
فكما أنه لا ينبغي له أن يصرف وجهه عن قبلة الله يمينا ولا شمالا فكذلك لا ينبغي له
أن يصرف قلبه عن ربه إلى غيره
فالكعبة التي هي بيت الله قبلة وجهه وبدنه ورب البيت تبارك وتعالى
هو قبلة قلبه وروحه وعلى حسب إقبال العبد على الله في صلاته
يكون إقبال الله عليه وإذا أعرض أعرض الله عنه وكما تدين تدان
وللإقبال في الصلاة ثلاث منازل
الأولى : إقبال بمراقبته حتى كأنه يراه وهذا ينشأ من كمال الإيمان بالله وأسمائه وصفاته
فحظ العبد من القرب من الله على قدر حظه من مقام الإحسان
وبحسبه تتفاوت الصلاة حتى يكون الرجلين من الفضل كما بين السماء والأرض وقيامهما
وركوعهما وسجودهما واحد
رسالة ابن القيم
والثانية : إقبال على قلبه فيحفظه من الوساوس والخطرات
والثالثة : إقبال على معاني كلامه وتفاصيل عبودية الصلاة ليعطيها حقها من الخشوع والطمأنية وغير ذلك
فبإستكمال هذه المراتب الثلاث تكون إقامة الصلاة حقاً
ويكون إقبال الله على عبده بحسب ذلك "
لابن القيم الجوزية
وإنما يقوي العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربه عزوجل
إذا قهر شهوته وهواه وإلا فقلب قد قهرته الشهوة وأسره الهوى
ووجد الشيطان فيه مقعداًَ تمكن فيه كيف يخلص من الوساوس والأفكار
صحيح الوابل
جزاك الله خير و نفع بك
ردحذف