وقد سجل التاريخ لهارون الرشيد عندما نام على فراش الموت فنظر إلى جاهه وماله وقال :
ما أغنى عنى ماليه هلك عنى سلطانيه !!ثم قال : أريد أن أرى قبرى الذى سأدفن فيه !!فحملوه إلى قبره ، فنظر هارون إلى القبر وبكى ونظر إلى السماء وقال :يا من لا يزول ملكه ... ارحم من قد زال ملكه .أين الجاه ؟! أين السلطان ؟! أين المال ؟! أين الأراضى والأطيان ؟! ذهب كل شئ !!سأل سليمان بن عبد الملك عالمـاً من علماء السلف يقال له أبو حازم ، قال سليمان : يا أبا حازم ، ما لنا نكره الموت ؟! قال أبو حازم : لأنكم عمرتم دنياكم وخربتم أخراكم فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب !!ثم سأل سليمان بن عبد الملك ، وقال : يا أبا حازم كيف حالنا عند اللـه تعالى ؟!! قال : اعرض نفسك على كتاب اللـه .قال سليمان : أين أجده ؟!!قال : فى قوله تعالى : (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ(13)وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ) الانفطار .
قال سليمان بن عبد الملك : فأين رحمة اللـه يا أبا حازم ؟!!قال أبو حازم( إِنَّ رَحمَتَ اللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ المحُسِنِينَ) الأعراف
فقال سليمان بن عبد الملك : فكيف عَرضُنَا على اللـه غداً .قال : أما المحسن فكالعبد الغائب من سفر يقدمُ على أهله ، فيستقبله الأهل بفرح ، والمسىء كالعبد الآبق يقدِمُ على مولاه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بصمةالزوار
بارك الله فيكم