الاثنين، 1 أغسطس 2011

****الجنة ودرجاتها وكيف ترفعين درجتك وتحافظين عليها **** الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم







الحمد لله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى
وأشهد ان لا إله غلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمد عبده ورسوله
كنا توقفنا عند بما ننال هذه الدرجات
واليوم حول لله نكمل مع تتمت الموضوع
وسوف اتحدث عن
أهم الأعمال التي ترفع درجتك في الجنة






أهم الأعمال التي ترفع درجة المؤمن في الجنة


العمل الأول
الإيمان الراسخ بالله ورسوله
إن من أهم الأعمال التى توصل صاحبها إلى الدرجات العالية في الجنة
وإلى منازل الأنبياء الإيمان الصادق واليقين الراسخ بالله
عز وجل وبوعده والإذعان لأوامره دون تردد
وهذا لايحصل إلا لخواص المؤمنين الصديقين الذين
تتجلى قلوبهم حتى تصبح كانه شهادة كإيمان أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
روى أبو هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" إن أهل الجنة ليتراءون في الغرفة كما يتراءون الكوكب
الشرقي أو الكوكب الغربي الغارب في الأفق أو الطالع
في تفاضل الدرجات فقالوا : يارسول الله أولئك النبيون ؟
قال : بلى والذي نفسي بيده وأقوام آمنوا بالله ورسوله
وصدقوا المرسلين "
رواه الترمذي


ومعنى الحديث أن أهل الجنة تتفاوت منازلهم بحسب درجاتهم
في الفضل حتى أن أهل الدرجات العلى ليراهم
من هو أسفل منهم كالنجوم ولقد استغرب الصحابة
رضي الله عنهم لهذه الدرجة العالية فظنوا أنها تخص
الأنبياء فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأنها لأقوام غير النبيين هم ممن آمنوا بالله ورسوله
وصدقوا المرسلين


فحري بنا أن نستكمل عرى الإيمان وندرس عوامل تقوية الإيمان
التي بينها حبيبنا صلى الله عليه وسلم في سنته لعلنا
نفوز بهذه الدرجة العالية الرفعية




العمل الثاني
تقوى الله عز وجل
قال الله تعالى " لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف
مبنية تجرى من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الميعاد"
الزمر 20


والمقصود بالغرف هنا هي القصور العالية ولقد أكد الله
عز وجل أنها ليست وهمية أو مجازية وإنما هي
محسوسة مبنية قد بنتها الملائكة



العمل الثالث
الخوف من الله عز وجل
الخوف من الله عز وجل من أهم الأعمال التي ترفع درجة المؤمن في الجنة
قال الله تعالى " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت
عليهم آياته زادتهم إيمانا
وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما
رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم
درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم "
الأنفال 2-4


قال أبو سلمان ما فارق الخوف قلبا إلا خرب
وإذا اردنا أن نختبر صدق خوفنا من الله عز وجل فلننظر
كيف نفعل إذا خلونا بمحارم الله فمن الناس من إذا خلى بمحارم الله انتهكها لأنه لم يراقب الله حقا
ولم يخشى عقابه وإنما خشيته واستحياؤه من الناس
ولقد وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مآل هؤلاء الناس يوم القيامة
روى ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
" لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات
أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا
أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل
كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها "
رواه البيهقي وصححه الألباني


 
العمل الرابع
التوكل على الله عز وجل


التوكل فريضة قلبية
تمثل جماع الإيمان ويجب صرفها لله عزوجل ولا يحصل
كمال التوحيد والإيمان إلا بكمال التوكل على العليم الخبير
قال الله تعالى" وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين "
المائدة 23

والمتوكل على الله لا يرجوا إلا الله ولا يقصده إلا إياه
ولا يطلب حوائجه إلا منه ولايرغب إلا إليه
قال ابن القيم المتوكل كالطفل لا يعرف شيئا يأوي إليه إلا ثدي أمه كذلك المتوكل لا يأوي إلا إلى ربه سبحانه وتعالى

وعلى المتوكل الأخذ بالأسباب وعدم الركون لها وقطع علاقة القلب بها
قال تعالى " ومن يتوكل على الله فهو حسبه "
الطلاق 3

وروي عن المغيرة بن عبد الرحمن قال لقي سلمان الفارسي رضي الله عنه عبد الله بن سلام
قال إن مت قبلي فأخبرني ما تلقى وإن مت قبلك أخبرك قال فمات سلمان فرآه
عبد الله بن سلام رضي الله عنه فقال كيف أنت يا أبا عبد الله
قال : بخير قال أي الأعمال وجدت أفضل ؟ قال وجدت التوكل شيئا عجيباً
رواه أبو نعيم في الحلية والذهبي في سير أعلام النبلاء




العمل الخامس

الصبر

الصبر نوعان صبر على تكاليف الشريعة وصبر على البلاء

أولا
الصبر على التكاليف الشرعية
يقصد بالصبر على التكاليف الشرعية حبس النفس
على طاعة الله وكفها عن معصية الله عزوجل
قال تعالى" أولئك يحزون الغرفة بما صبوا ويلقون فيها تحية وسلاما "
الفرقان 75

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى : والصبر صبران صبر على
ترك المحارم والمآثم وصبر على فعل الطاعات والقربات
والثاني أكثر ثوابا لأنه المقصود أما الصبر الثالث
وهو صبر على المصائب والنوائب فذاك أيضا واجب
كالاستغفار من المعايب

ويختلف ثواب الصبر على التكاليف الشرعية باختلاف
الأعمال والأحوال فقد يزداد هذا الثواب إلى ثواب خمسين
شهيد في أوقات الفتن وقلة الناصر والمعين ويكون
في زمن العربة في زمن غربة الدين والنكوص على
أهل السنة والجماعة
فلقد روى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إن من ورائكم زمان صبر للمتمسك فيه أجر خمسين شهيدا منكم "
رواه الطبارني وصححه الألباني


ثانيا
الصبر على البلاء

إن البلاء سنة الله في خلقه لا يخلو منه مسلم ولا كافر

روى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إن الرجل ليكون له المنزلة عند الله فما
يبلغها بعمل فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها"
رواه الحاكم وحسنه الألباني
إن الله تعالى إذا أحبك زاد في بلائك ليرفع درجتهم إذا صبروا

وهذا أمر غاب عن كثير من المسلمين فأساءوا الظن بالله روى محمود بن لبيد

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع"

رواه احمد وصححه الألباني




وهنا مصائب ترفع أصحابها إلى منزلة الشهداء
1- الموت بالطاعون

2- الموت دفاعا عن المال

3- الموت دفاعا عن النفس والدين والأهل

4- الموت من ذات الجنب

5- المائد في البحر والموت غرقا

6- المبطون وصاحب الهدم

7- المحروق والمراة الحامل والنفساء

8-الموت بمرض السل




العمل السادس
الصلاة وتتضمن أمور منها
1-المشي إلى الصلاة
روى عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
" ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد
وانتظار الصلاة بعد الصلاةفذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط "
رواه احمد والترمذي والنسائي

2- سد الفرج في الصلاة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من سد فرجة رفعه الله بها درجة وبنى له بيتا في الجنة"
رواه الطبراني

3- إقامة الصلاة
قال الله تعالى" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون *
الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم "
الأنفال 2-4

4- الاستكثار من النوافل
عن عبادة الصامت رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
" ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة وحط بها سئية ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود "
رواه احمد والترمذي والنسائي وصححه الألباني

 
 
العمل السابع الأذان أو ترديد الاذان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم والمؤذن يغفر له مدى صوته ويصدقه من سمعه من رطب ويابس وله مثل أجر من صلى معه "
رواه احمد والنسائي وصححه الألباني

العمل الثامن
بذل المال
وبذل المال له وجوه منها
أولا إيتاء الزكاة
زكاة المال حق فرضه الله تعالى على الأغنياء للفقراء فمن أدى زكاة ماله فقد أذهب
عنه شره وسيستظل يوم القيامة تحت ظل صدقته يوم يغرق الناس من حر الشمس
روى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة يأخذ بلهزمتيه ( يعني شدقيه ) يقول أنا مالك أنا كنزك ثم ثلا هذه الاية " ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والارض والله بما تعملون خبير" ال عمران 180
رواه احمد والبخاري والنسائي

ثانيا بذل المال في صلة الرحم ووجوه الخير
ومن الاعمال التي ترفع درجتك في الجنة هو صرف المال الذي وهبك الله إياه في مرضاة الله
تقربا وذلك بالصدقة وصلة الرحم وإكرام الجار ومعاونة المحتاج بالصدقة والقرض الحسن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما الدنيا لأربعة نفر :
عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقى فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل
وعبد رزقه الله الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء .............."
رواه احمد والترمذي وصححه الألباني




العمل التاسع
صوم رمضان وقيامه
إن صيام رمضان وقيامه إيمانا وإحتسابا يرفع درجة صاحبه في الجنة
إلى منزلة الصديقين والشهداء
روى عمرو بن مرة الجهيني قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل
من قصاعة فقال له : يارسول الله أرأيت أن شهدت أن لا ظغله إلا الله وأنك رسول الله
وصليت الصلوات الخمس وصمت الشهر وقمت رمضان وآتيت الزكاة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء "
رواه البزار وصححه الألباني

العمل العاشر
حسن الخلق

إن خير ما يتحلى به المرء هو دين متين وخلق قويم
وحسن الخلق صفة نبيلة وسمية جليلة من تحلى بها زان طبعه وصفى قلبه
روى أبو الدراء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
" ما من شيئ يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق
ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة "
رواه الترمذي وصححه الألباني

" تابعوني مازال هناك بقية
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بصمةالزوار
بارك الله فيكم