الأحد، 4 مايو 2014

بر الوالدين " خصال موجبة لدخول الجنة "





بر الوالدين




عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه :
رغم أنفه ! ثم رغم أنفه! " قيل من يا رسول الله ؟ قال :
من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة "
رواه مسلم

قوله : " 
رغم أنفه "
معناه لُصق بالرغام زهو التراب
وأرغم الله أنفه أي : ألصقه به
وهذا من النبي صلى الله عليه وسلم
دعاء كؤكد على من قصر في بر أبويه ويحتمل وجهين

أحدهما :
أن يكون معناه : 
صرعه الله لأنفه فأهلكه وهذا إنما يكون في حق
من لم يقم بما يجب عليه من برهما 

ثانيها :
أن يكون معناه : 
أذله الله لأن ألصق أنفه الذي هو أشرف أعضاء الوجه
بالتراب الذي هو موطئ الأقدام وأحس الأشيائ
فقد انتهى من الذل إلى الغاية القصوى وهذا يصلح أن يدعا به على من فرط
في متأكدات المندوبات ويصلح لمن فرط في الواجبات وهو الظاهر
وتخصيصه عند الكبر بالذكر - وإن كان برهما اجبا على كل حال - إنما كان ذلكلشدة حاجتهما إليه
ولضعفهما عن القيام بكثير من مصالحمها وليبادر الولد اغتنام فرصة برهما
لئلا تفوتته بموتهما فيندم على ذلك .


وقوله : " 
أحدهما أو كليهما "
معناه : أن المبالغة في بر أحد الأبوين - عند عدم الآخر - يدخل الولد الجنة
كالمبالغة في برهما معا ويعني بهذه المبالغة المبرة التي تتعين لهما في حياتهما
وقد يتعين لهما أنواع من البر بعد موتهما

وقوله " 
ثم لم يدخل الجنة "
اسبعاد
يعني ذل وخاب وخسر من أدرك تلك الفرصة التي هي موجبة للفلاح
والفوز بالجنة ثم لم ينتهزها

فمن لم يغتم الإحسان إليهما سيما حال كبرهما
فجدير أن يهان ويحقر شأنه

فمن لم يدرك والديه وأراد برهما أو أدركهما وقصر في برهما فليكثر من الدعاءلهما بعد موتهما
فهو من أعظم أنواع البر بالوالدين ويكون للولد أجر عظيم في ذلك



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بصمةالزوار
بارك الله فيكم