الاثنين، 28 فبراير 2011

من اجمل الرحلات رحلة العمر ( صفة الحج ) ( 6)





المسألة الأولى: حكم الترتيب بين الجمار:




إن الإنسان في أيام الجمار -أيام التشريق- يبدأ بالجمرة الصغرى, وهي أقرب الجمار إلى منى, ثم بعد ذلك الوسطى, ثم بعد ذلك الكبرى




أن الترتيب واجب



- الدليل الأول: قالوا: إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- رمى مرتباً وقال: (خذوا عني مناسككم)




- قالوا: إن الترتيب عبادة, فلا يجوز لمسلم أن يخالف هذه العبادة بغير دليل



(ومن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)








المسألة الثانية: صفة الرمي:




يذهب إلى أي اتجاه شاء سواء جعل مكة خلفه أو أمامه أو عن يساره, أهم شيء أنه يستقبل المرجم ويرميها بأي اتجاه شاء يقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر سبع حصيات.




إذا رمى الصغرى قام فاستقبل القبلة ودعا




والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾[غافر: 60].




فينبغي للمسلم أن يدعو ويبالغ في الدعاء ويلح في الدعاء ويقول



اللهم اجعله حجاً مبروراً وذبناً مغفوراً وسعياً مشكوراً, ويدعو بخيري الدنيا والآخرة كما قال تعالى: ﴿ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].




إذا دعا الإنسان بعد الصغرى يتقدم فيذهب إلى الوسطى يذهب إلى أي اتجاه شاء سواء جعل مكة خلفه أو أمامه أو عن يساره, أهم شيء أنه يستقبل المرجم ويرميها بأي اتجاه شاء




الجمرة الكبرى يرميها بنفس الطريقةالسابقة لكنه لا يقف للدعاء




أنه لا يجوز أن يرمي قبل الزوال في اليوم الحادي عشر, أما في اليوم الثاني عشر بجواز ذلك -خاصة للمعذور-




فإن أحب أن يتعجل في يومين خرج قبل الغروب من منى




أن من أراد أن يتعجل فيجب عليه أمران: يجب عليه أن يرمي قبل غروب الشمس, وأن يخرج من منى قبل غروب الشمس, فإن كان بقي عليه جزء من الرمي -ولو حصاة واحدة- وجب عليه أن يبقى إلى اليوم الثاني عشر إن كانت قد غربت عليه الشمس وهو لم يرمِ, وإن رمى ثم بقي في منى ولم يخرج؛ وجب عليه أن يبقى إلى غروب الشمس, واستدل العلماء على ذلك:




- بما رواه البيهقي بإسناد صحيح من طريق عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: (من أدركه المساء في اليوم الثاني فليقم إلى الغد حتى ينفر مع الناس)




- وروى مالك بإسناد صحيح عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: (من غربت له الشمس من أوسط أيام التشريق وهو بمني فلا ينفر حتى يرمي الجمار من الغد) هذا هو قول عامة الفقهاء.




- واستدلوا على ذلك أيضا بقول الله تعالى: ﴿ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ ﴾[البقرة:203 ]،







فإن كان متمتعاً أو قارناً فقد انقضى حجه وعمرته فإذا رمى قبل غروب الشمس وأحب أن يتعجل فقد انتهى من تمتعه وقد انتهى من قرانه ولم يبق عليه إلا طواف الوداع




فرق بين القارن والمتمتع




الفرق بينهما:





الأمر الأول: أن القارن إذا طاف طاف لحجه وعمرته، والمفرد إذا طاف طاف لحجه.




الأمر الثاني: أن السعي في حق القارن للحج والعمرة دون المفرد.




الأمر الثالث: أن المفرد ليس عليه هدي, والقارن عليه هدي.







أن المفرد والقارن عملهما سواء ويختلفان في أمرين:




- الأمر الأول في الهدي: فالقارن عليه هدي بخلاف المفرد, وقلنا عليه الهدي لأنه داخل في التمتع



لقوله تعالى: ﴿ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾[البقرة: 196]،




الأمر الثاني: أن القارن: يكون طوافه بالبيت عن حجه وعمرته, وسعيه بين الصفا والمروة عن حجه وعمرته, أما المفرد: فطوافه لحجه وسعيه لحجه.




إذا خرج من منى فله أن يبقى في مكة كيفما شاء, أهم شيء أنه إذا أراد أن يخرج إلى بلده يجب عليه أن يطوف للوداع أما في حق الملازم لمكة -وهو المقيم- فإنه لا يلزمه طواف وداع هذا هو فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما



قال ابن عباس: (كان الناس ينصرفون من كل وجه, فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينصرفن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت) وقال ابن عباس أيضاً: (أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض) متفق عليه.




فالمرأة الحائض إذا حاضت وبقي عليها طواف الوداع فإنها لها أن تنصرف ولا شيء عليها, فإن كانت قد أخرَّت طواف الإفاضة إلى طواف الوداع, فإنه يلزمها طواف الإفاضة؛ لأن طواف الإفاضة ركن؛ وحينئذ يلزمها أن تبقى حتى تطهر أو أن تذهب إلى بلدها إن كان قريباً ثم إذا طهرت -وهي مازالت محرمة وقد تحللت التحلل الأول لكن التحلل الثاني بقي عليها فلا يجوز لزوجها أن يأتيها أو أن يعاشرها أو أن يستمتع بها- فإذا طهرت رجعت - أما إذا كانت بعيدة ويشق عليها المجيء إلى بلاد الحرمين, فنقول أن لها أن تستنفر وتطوف ويلزمها دم؛ لأنها طافت غير طاهرة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بصمةالزوار
بارك الله فيكم