ونجح الإسلام في تأسيس وطن له وسط صحراء تموج بالكفر والجهالة
فالهجرة كانت بداية لوجود المجتمع الإسلامي الصحيح السليم
مجتمع يعيش فيه المسلمون وغير المسلمين
مجتمع تسوده أحكام العدل
وترفرف عليه رايات الإحسان والبر
وتمده شريعة السماء بتوجيهات القرآن وسنة النبي المصطفى
وتحوطه عزائم المؤمنين وتحميه من كل غائلة.
وسيظل معانيها اثر فياض ولن ينضب أبدا.
وكان الهدف الأسمى والمطلب النبيل المقصود من الدعوة الإسلامية والرسالة المحمدية هي أعظم ما واجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنسبة للمسلمين
وقد ظهر ذلك جليّاً منذ أن وطىء النبي صلى الله عليه وسلم بقدمه المدينة وبدأ في تكوين الدولة
ومكان يجتمع فيه المسلمون يسأل بعضهم عن بعض
ويعرف بعضهم أحوال بعض
فيعاد مريضهم
وتتبع جنازة ميتهم
ويعان مسكينهم
ويزوج أعزبهم .
فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بين العجمي والعربي
، وبين الحر والمولى
، وبين القرشي ومن دونه من أهل القبائل
فصار المجتمع لحمة واحدة
وجسداً واحداً
فلم يستغرب بعدها أن يطلب الأنصاري من المهاجر أن يتقاسم معه ماله نصفين
وأن يعرض الأنصاري على المهاجر إحدى نسائه ليطلقها له ويتزوجها
ورُغِّب الأنصار أن يوصوا لهم بشيء
فبمثل هذا المجتمع تضرب الأمثال .
فصارت المواساة بين الأغنياء للفقراء مما جعل اللحمة تزداد بين المجتمع المدني وأواصر الأخوة في الله تقوى أكثر من ذي قبل
بل تعدى الأمر من إيتاء الزكاة إلى صدقة التطوع .
وعرف المهاجرون حق إخوانهم الأنصار عليهم
وقد أوجبه الله عليهم
وجعله من علامات كمال الإيمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بصمةالزوار
بارك الله فيكم