إن للذكر والدعاء آدابً مشروعة وشروطاً مفروضة
ومن لزم تلك السيرة على شروطها وآدابها أوشك نيل ما سأل
ومن أخل بالآدب استحق ثلاث خلال :
المقت والبعد والحرمان عياذاً بالله تعالى
دعونا لـ نبحر ف هذه الآداب والشروط
أولها :- الإقتداء بـ الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين
فكانوا يبادرون بالوقوف بين يدي ربهم يصفوا أقدامهم
ويبسطوا أكفهم ويرسلوا دموعهم على خدودهم
يبتدءون بالتوبة والتنصل من المخالفة وخشوع القلب
ويتذللون فيبتدءون بالثناء والتقديس والتنزيه والتعظيم بما هو أهل له
ويرغبون في الدعاء فهذا إبراهيم خليل الله عليه السلام عندما أراد مناجاة مولاه وخالقه بقوله
( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * )
الشعراء 78 - 82
ثانيا:- أن يكون مخلصاً راغباً راهباً متذللاً خاشعاً
قال الله تعالى ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ )
الأنبياء 90
ثالثاً :- أن تسأل بعزم وجد وحزم
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لايقل الداعي في دعائه اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له )
رواه البخاري ومسلم
رابعاً :- أن يقوي الرجاء في مولاه ولا يقنط من رحمة الله تعالى وإن تأخرت الإجابة
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول : قد دعوت فلم يستجب لي )
رواه البخاري ومسلم
خامساً :- أن تبدأ بتوحيده مثل ما قال ذو النون
( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )
الأنبياء 87
سادساً :- أن تسأل للمؤمنين مع نفسك
قال الله تعالى : ( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )
محمد 19
سابعاً :- إخفاؤه سراً
قال الله تعالى : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً)
الأعراف 55
ثامناً :- إلتزام التضرع والاستكانة واعزل نفسك عن القدرة والتعاظم للنظر إلى قول يعقوب عليه السلام
( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ )
يوسف 67
تاسعاً:- أن يكون الذاكر على أكمل الصفات
استقبال القبلة والخشوع متذللاً سكينة ووقار مطرقاً رأسه
عاشراً :- الإلحاح في الدعاء
عن ابن مسعود رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس إذ قال بعضهم لبعض أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد فانبعث أشقى القوم فجاء به فنظر حتى سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه على ظهره بين كتفيه وأنا أنظر لا أغني شيئا لو كان لي منعة قال فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ثم قال اللهم عليك بقريش ثلاث مرات فشق عليهم إذ دعا عليهم قال وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة ثم سمى اللهم عليك بأبي جهل وعليك بعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعد السابع فلم يحفظ قال فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى في القليب قليب بدر)
رواه البخاري ومسلم
الحادي عشر :- رفع اليدين واستقبال القبلة
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ به ثم رفع يديه
فقال " اللهم اغفر لعبيد أبي عامر " ورأيت بياض إبطيه
فقال " اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس "
رواه البخاري ومسلم
الثاني عشر :- أن يكون الموضع الذي يذكر الله فيه خالياً عما يشغله ونظيفاً
وأن يكون فمه نظيفاً
أوقات الإجابة
أولاً: - الدعاء في الثلث الاخير من الليل
قال صلى الله عليه وسلم : " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث اللليل الاخير فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ؟"
رواه البخاري ومسلم
قال ابو بكر الطرطوشي . رحمه الله . : ليس بفقيه من كانت له الى الله حاجة نام عنها في الاسحار
ثانياً : - الدعاء في السجود
قال صلى الله عليه وسلم : " اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء "
رواه مسلم
ثالثاً: - الدعاء بين الاذان والاقامة
قال صلى الله عليه وسلم : " الدعاء لا يرد بين الاذان والاقامة" .
رواه ابو داود والترمذي وصححه الألباني
رابعاً: - دعاء المسلم لاخيه بظهر الغيب في اي وقت
قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يدعو لاخيه بظهر الغيب الا قال الملك : ولك بمثل " .
رواه مسلم
خامساً: - الدعاء في يوم الجمعة
قال صلى الله عليه وسلم : "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا الا أعطاه اياه " .
رواه البخاري ومسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بصمةالزوار
بارك الله فيكم