الاثنين، 16 مايو 2011

فضل الذكر وآدابه وأوقاته







الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.

الذكر من أنفع العبادات وأعظمها، والغفلة عنه خطر على قلب العبد

فليحذر المسلم من ترك الذكر وليرطب لسانه بذكر الله في كل وقت

ذكر ابن القيّم في الجواب الكافي: ( أن العبد ليأتي يوم القيامة بسيئات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله تعالى وما اتصل به ).

الذكر له منزلة وفضلية عظيمة دلت عليه الكثير من الأيات والاحاديث

دعونا نتجول بين أيات الله عز وجل

وأحاديث السنة النبوية

ونتعرف على فضل الذكر



قال الله تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)

(البقرة:152)

يخبر الله تعالى ان من ذكره بالطاعة ذكره بالمفغرة ومن ذكره في الرخاء ذكره في البلاء


قال تعالى( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا)

الأحزاب:41

في هذه الأية العظيمة يخبر الله تعالى ان نذكره في جميع الأحوال في الطاعة وفي المعصية وفي النعمة والشدة بالثناء والتقديس والتمجيد والتهليل والتكبير وما هو أهله وهنا دليل على الاكثار من الذكر تجعل الإنسان في إقبال على العبادة



وقال تعالى ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات )

[الأحزاب:35]

أي: كثيرا. ففيه الأ مر با لذكر بالكثرة والشدة لشدة حاجة العبد إليه، وعدم استغنائه عنه طرفة عين.









وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل.

ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء.

فإذا ترك الذكر صدئ، فإذا ذكره جلاه.

و صدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.

ويقول تعالى في الحديث القدسي الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه قال

( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه )

رواه البخاري ومسلم


وقال صلى الله عليه وسلم" ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكموخير لكم من إنفاق الذهب والورق

وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟

قالوا بلى قال : ذكر الله تعالى "

رواه الترمذي وابنه ماجه


وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كمثل الحي والميت )

رواه البخاري


فدعونا نكون من الذاكرين الله والذاكرات ونغتنم هذه المكاسب العظيمة

إنها أعمال يسيرة أكثروا من ذكر الله تعالى بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم

ليكن ذكر الله تعالى في قلوبكم قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم

كونوا دائماً متذكرين لعظمته وجلاله وكمال أسمائه وصفاته وأفعاله

فإن في كل شئ له آية تذكركم به وتبرهن على وحدانيته وعظمته وقدرته

ولا تكونوا ممن أغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطا

أكثروا من ذكر الله قبل أن يحال بينكم وبينه إما بالموت أو بالعدل أو بحرمانكم من ذكر الله عقوبة لكم على غفلتكم

لا يشغلنكم أيها المسلمون عن ذكر الله مال ولا بنون فإنما المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملا

إن ذكر الله تعالى غنيمة وإن الغفلة عن ذكره ندم وخسارة

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم سرة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفرهم غفر لهم )

رواه الترمذي

والسرة هي النقص والحرمان



اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

اللهم اجعلنا في أهلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات



 

إن للذكر والدعاء آدابً مشروعة وشروطاً مفروضة
ومن لزم تلك السيرة على شروطها وآدابها أوشك نيل ما سأل
ومن أخل بالآدب استحق ثلاث خلال :
المقت والبعد والحرمان عياذاً بالله تعالى

دعونا لـ نبحر ف هذه الآداب والشروط

أولها :- الإقتداء بـ الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين
فكانوا يبادرون بالوقوف بين يدي ربهم يصفوا أقدامهم
ويبسطوا أكفهم ويرسلوا دموعهم على خدودهم
يبتدءون بالتوبة والتنصل من المخالفة وخشوع القلب
ويتذللون فيبتدءون بالثناء والتقديس والتنزيه والتعظيم بما هو أهل له
ويرغبون في الدعاء فهذا إبراهيم خليل الله عليه السلام عندما أراد مناجاة مولاه وخالقه بقوله
( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * )
الشعراء 78 - 82

ثانيا:- أن يكون مخلصاً راغباً راهباً متذللاً خاشعاً
قال الله تعالى ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ )
الأنبياء 90

ثالثاً :- أن تسأل بعزم وجد وحزم
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لايقل الداعي في دعائه اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له )
رواه البخاري ومسلم

رابعاً :- أن يقوي الرجاء في مولاه ولا يقنط من رحمة الله تعالى وإن تأخرت الإجابة
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول : قد دعوت فلم يستجب لي )
رواه البخاري ومسلم

خامساً :- أن تبدأ بتوحيده مثل ما قال ذو النون
( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )
الأنبياء 87





سادساً :- أن تسأل للمؤمنين مع نفسك
قال الله تعالى : ( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )
محمد 19

سابعاً :- إخفاؤه سراً
قال الله تعالى : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً)
الأعراف 55

ثامناً :- إلتزام التضرع والاستكانة واعزل نفسك عن القدرة والتعاظم للنظر إلى قول يعقوب عليه السلام
( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ )
يوسف 67

تاسعاً:- أن يكون الذاكر على أكمل الصفات
استقبال القبلة والخشوع متذللاً سكينة ووقار مطرقاً رأسه

عاشراً :- الإلحاح في الدعاء
عن ابن مسعود رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس إذ قال بعضهم لبعض أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد فانبعث أشقى القوم فجاء به فنظر حتى سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه على ظهره بين كتفيه وأنا أنظر لا أغني شيئا لو كان لي منعة قال فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ثم قال اللهم عليك بقريش ثلاث مرات فشق عليهم إذ دعا عليهم قال وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة ثم سمى اللهم عليك بأبي جهل وعليك بعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعد السابع فلم يحفظ قال فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى في القليب قليب بدر)
رواه البخاري ومسلم

الحادي عشر :- رفع اليدين واستقبال القبلة
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ به ثم رفع يديه
فقال " اللهم اغفر لعبيد أبي عامر " ورأيت بياض إبطيه
فقال " اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس "
رواه البخاري ومسلم

الثاني عشر :- أن يكون الموضع الذي يذكر الله فيه خالياً عما يشغله ونظيفاً
وأن يكون فمه نظيفاً



 

أوقات الإجابة
أولاً: - الدعاء في الثلث الاخير من الليل
قال صلى الله عليه وسلم : " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث اللليل الاخير فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ؟"
رواه البخاري ومسلم
قال ابو بكر الطرطوشي . رحمه الله . : ليس بفقيه من كانت له الى الله حاجة نام عنها في الاسحار

ثانياً : - الدعاء في السجود
قال صلى الله عليه وسلم : " اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء "
رواه مسلم

ثالثاً: - الدعاء بين الاذان والاقامة
قال صلى الله عليه وسلم : " الدعاء لا يرد بين الاذان والاقامة" .
رواه ابو داود والترمذي وصححه الألباني

رابعاً: - دعاء المسلم لاخيه بظهر الغيب في اي وقت
قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يدعو لاخيه بظهر الغيب الا قال الملك : ولك بمثل " .
رواه مسلم

خامساً: - الدعاء في يوم الجمعة
قال صلى الله عليه وسلم : "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا الا أعطاه اياه " .
رواه البخاري ومسلم

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بصمةالزوار
بارك الله فيكم