الجمعة، 14 أكتوبر 2011

&& **// حُراسُ الأرضِِ حُراسُ الأحاديثَ //**&&




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الرسول


وأحب الأنبياء إلى جميع المسلمين صلى الله عليه وسلم



قال تعالى في كتابه العزيز الحكيم


" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *


يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً "


الأحزاب:70-71.







قال تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "


الحجر : 9



لقد تكفل الله عز وجل بحفظ كتابه الكريم


وحفظ السنة النبوية التي تعين على فهم كتاب الله عز وجل


هذا ما تضمنته الأية الكريمة


والمقصود بالذكر هو القرآن والسنة النبوية



وقال تعالى" إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ "


العصر:3




في هذه الأية الكريمة توجيه مهم وهو أن هناك أشياء في الإسلام لا يمكن أن تؤدى بشكلٍ فردي


، ولا بد من عباداتٍ جماعية يقوم بها المسلمون، ومنها التواصي على الحق والصبر




ومن صور التواصي بالحق الحفاظ على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم


ولكننا في عصر نلاحظ عليه التفريط العظيم في سنته صلى الله عليه وسلم


ومن صور هذا التفريط: التساهل في رواية الأحاديث التي تنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،


وقد يكون عليه السلام منا براء



ولا يمكن أن يقول عليه الصلاة والسلام مثل بعض الكلام الذي ينسبه بعض الجهلة إليه


صلى الله عليه وسلم. وقد يكون في أذهان البعض أن هذا الموضوع من البديهيات .







إن المتأمل في أضرار انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بين الناس


لَيُدْرِكُ بجلاء أن المسألة خطيرة.




من هنا سوف نوضح اخطار الاحاديث الضعيفة واخطار انتشارها واخطار


التقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هو دور العلماء في الذب عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم


وتنقيحه وأسباب انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بين الناس


وآثار انتشار الأحاديث الضعيفة

والموضوعة بين الناس


والموقف من الأحاديث الضعيفة والموضوعة






علنا ندرك شيءٍ من هذه الخطورة حتى يعي المسلم من أين يؤتى،


وحتى يعي المسلم ما هو مصدر الأمراض المنتشرة في المجتمع،


فإنه أحياناً يكون خارجياً، من أعداء الإسلام في الخارج،


وأحياناً يكون من الداخل.




 

خطورة التقول على النبي صلى الله عليه وسلم:


قال الرسول صلى الله عليه وسلم

(من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)

حديثٌ متواتر


رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحواً من سبعين صحابياً وربما مائة صحابي،


وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن الذي أصله في الصحيحين :
(من قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)




وقد ترجم عليه ابن حبان رحمه الله: فصل ذكر إيجاب دخول النار لمن نسب الشيء

إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو غير عالمٍ بصحته.


وروى الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه :
(من حدث عني بحديثٍ يرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبِيْن -أو الكاذِبَيْن- ).






أسباب الوضع:


حركة الوضع في الحديث كانت من المؤامرات الباطنية التي يقصد منها

تشويه الإسلام، والتي يقصد منها إشاعة الفتنة وإبعاد المسلمين

عن الصحيح من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم


وقد كان من هؤلاء زنادقة يضعون الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم

كـعبد الكريم بن أبي العوجاء وغيره، الذي كان يقول لما قدم ليضرب عنقه:


والله لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديثٍ أحرم فيها الحلال وأحلل فيها الحرام.


وكان من هؤلاء أصحاب أهواءٍ كما قال ذلك الشيخ الخارجي:
كنا إذا اشتهينا أمراً أو هوينا أمراً صيَّرنا له حديثاً




وهناك أناسٌ يضعون الحديث صناعة وتسوقاً وجراءة على رسول الله صلى الله عليه وسلم،

حتى إن أحدهم ليسهر عامة ليلة، في وضع حديث


ومنهم من يضع الأحاديث يظن ذلك احتساباً عند الله كـنوح الجامع ، وسمي بالجامع

لأنه كان يجمع التفسير والفقه والمغازي وعلوماً كثيرة إلا شيئاً واحداً

وهو التورع من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم





ومنهم أناسٌ كانوا يضعون الأحاديث في تمجيد رؤساء مذاهبهم

كما وضعت الكرامية هذا الحديث: (يجيء في آخر الزمان رجلٌ يقال له: محمد بن كرام

يحيي السنة والجماعة، هجرته من خراسان إلى بيت المقدس كهجرته من مكة إلى المدينة)


حديثٌ مكذوب

يريدون به رفع شأن هذا المبتدع حتى يتلقف الناس منه العلم، ويزينونه

في أعين الناظرين والسامعين، ويُخدع به عباد الله المسلمون.


ومنهم أناسٌ كان فيهم حقدٌ على الإسلام وعلى هذا القرآن

الذي نزل بلغة العرب، يريدون نسف اللغة العربية، ويريدون إعلاء شأنهم حقداً على هذا الدين،


ومنهم بعض الفرس الذين وضعوا مثل هذا الحديث:

(إن كلام الله حول العرش بالفارسية، وإن الله إذا أوحى أمراً فيه لينٌ أوحاه بالفارسية،

وإذا أوحى أمراً فيه شدة أوحاه بالعربية)


ما هو المقصود؟! ماذا يوحي هذا الحديث؟! ماذا يلقي في أنفسنا ؟

إنه يلقي كراهية اللغة العربية ومحبة اللغة الفارسية.


ولكن الجهلة المقابلون لهم من العرب وضعوا أحاديث أيضاً في فضل اللغة العربية

وأن كلام أهل الجنة عربي، وفي المقابل وضعوا أحاديث في ذم بلاد خراسان مدينة مدينة.



فلا يجوز أن ترد البدعة ببدعة ولا يجوز أن نرد على الخطأ بخطأ آخر!





وبعض الوعاظ يظنون أن السبيل إلى تحميس الناس لأمرٍ معين هو أن يضع

حديثاً في فضل هذا الأمر، فيأتي واعظ جاهل يرى الناس قد قصروا في زكاة الفطر


مثلاً فيضع لهم هذا الحديث: (شهر رمضان معلقٌ بين السماء والأرض لا يرفع إلى الله إلا بزكاة الفطر)

لماذا؟! قال: لأن الناس لا يخرجون زكاة الفطر،

نريد أن نحمس الناس على إخراج زكاة الفطر.


وبعضهم من الفرق الباطنية الذين كان همهم تمجيد بعض الأشخاص

كشخص علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى يوصلوه إلى مرتبة الألوهية،


مثلاً هذا الحديث: (ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين: كتاب الله و علي بن أبي طالب )


وجميعنا يعرف علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين، مناقبه مشتهرة متكاثرة

لا يماري فيها إنسان مسلم يعرف الله عز وجل، ويعرف حق صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم،

ولكن أن تصل المسألة أن يجاء برجل ولو كان صحابياً فيُعتبر هو المرجع بعد كتاب الله.


 
 
أخواتي إن المسألة مخططٌ لها، مذاهب قامت في التاريخ يريد كل أصحاب مذهبٍ
منهم أن يؤصلوا لمذهبهم بأحاديث يروجونها بين المسلمين، يؤصلون للمذهب ويقعدون


له بأحاديث موضوعة ومكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم


إن الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم صار أمراً سهلاً لا يُتورعُ عنه،

ولا يخاف الإنسان ربه من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم فيختلقون آلاف الأحاديث الموضوعة المكذوبة

في شتى المجالات.








ولكن ولله الحمد ان الله قيض لهذه الأمة علماء أفذاذاً نقحوا هذه الأحاديث،

وبينوا ما هو الصحيح من الضعيف، ما تركوا حديثاً إلا وتكلموا فيه، وبينوا نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وليسوا محدودين في عصرٍ أو مصرٍ بل هم يتكررون على مر العصور والدهور،

ولا يخلي الله منهم عصراً غير أن هذا الضرب من العلماء نادر:


وقد كانوا إذا عدوا قليلاً فقد صاروا أعز من القليل



كان العالم عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله يقول:

"لأن أعرف علة حديثٍ هو عندي أحب إلي من أن أكتب حديثاً ليس عندي"


وقال سفيان الثوري رحمه الله:

"الملائكة حراس السماء وأصحاب الحديث حراس الأرض"


وقال يزيد بن زريع :

"لكل دينٍ فرسان وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد"





وذكر الحافظ الذهبي في الميزان- أتى هارون الرشيد رحمه الله

بزنديق ليقتله، فقال الزنديق: أين أنت من ألف حديثٍ وضعتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟


فقال له هارون رحمه الله: وأين أنت من أبي إسحاق الفزاري و عبد الله بن المبارك

ينخلانها حرفاً حرفاً، يبينانها للناس.


ولذلك كان للعلماء جهودٌ جبارة في كشف الكذب، وتعيين الأحاديث المكذوبة،

وتبيين الضعيف للناس والمكذوب حتى يحذروا منه، ولذلك ألفوا مصنفاتٍ خاصة في تبيان الأحاديث الضعيفة

والموضوعة، وفي تبيان الأحاديث المشتهرة على الألسنة، وقعدوا القواعد في روايات أهل البدع،

وشددوا في قبول الحديث، ودعوا الناس إلى تلقي الصحيح،

والحث على التثبت في الرواية، وألفوا الكتب في أسماء الضعفاء والوضَّاعين،

وبينوا الأحاديث المسروقة والمركبة وأحاديث القصاصين، وكانت لهم مواقف من الكذابين:

بفضحهم، وترك السلام عليهم، ووعظهم، والتشهير بهم، وتمزيق كتبهم بين أعينهم،

والاستعداء عليهم من أهل الخير، ووصفهم بألقابٍ تناسبهم،

فكان أحد العلماء يقول: فلان كذاب أكذب من حماري، وقال: فلان مَدْلٌ في جلد خنزير،

وقال: فلان أكذب من فرعون ..إلخ.




 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بصمةالزوار
بارك الله فيكم