الاثنين، 19 نوفمبر 2012

محطات مع بداية عام جديد // (1)





قال تعالى : 
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأولِي الأَلْبَابِ )
[آل عمران/190] 

وقال تعالى : (إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ والأرض لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ )
[يونس/6] 

في هذه الآيات الكريمات يخبر الله تعالى عن الآيات الكونية الدالة على كمال علمه وقدرته ،
وتمام حكمته ورحمته ، ومن ذلك اختلاف الليل والنهار ، وذلك بتعاقبهما ، واختلافهما بالطول والقصر ، 
والحر والبرد والتوسط ، وما فيس ذلك من المصالح العظيمة لكل ما على الأرض 
وفي هذه الأيات الكريمة دلالات واضحة على قدرة الله عزوجل في تعاقب الليل والنهار والشمس والقمر 
وايضا دلالة على تعاقب الليالي والأيام والشهور والأعوام 

والله تعالى جعل الليل والنهار خزائن للأعمال 
فينبغي للمؤمن أن يأخذ العبرة من مرور الليالي والأيام ، فإن الليل والنهار يبليان كل جديد ،
ويقرِّبان كل بعيد ، ويطويان الأعمار ، ويشيِّبان الصغار ، 
ويفنيان الكبار ، وكل يوم يمر بالإنسان فإنه يبعده من الدنيا ويقرِّبه من الآخرة .

ونحن في هذه الأيام نودِّع عاماً ماضياً شهيداً وهي محطة من محطات حياتنا 
ونستقبل عاماً مقبلاً جديداً 
فعلينا أن نحاسب أنفسنا ، فمن كان مفرطاً في شيء من الواجبات فعليه أن يتوب ويتدارك ما فات ، 
وإن كان ظالماً لنفسه بارتكاب ما نهى الله ورسوله عنه ، فعليه أن يقلع قبل حلول الأجل ،
ومَنْ منَّ الله عليه بالاستقامة فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات إلى الممات .
وليست هذه المحاسبة مقصورة على هذه الأيام ، بل هي مطلوبة كل وقت 
وأوان فمن لازَمَ محاسبة النفس استقامت أحواله ، 
وصلحت أعماله ، ومن غفل عن ذلك ساءت أحواله ، وفسدت أعماله 



يقول ابن كثير رحمه الله 
(( حاسبوا أنفسَكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتُم لأنفسِـكم من الأعمالِ الصالحةِ ليومِ معادِكم
وعرضِـكم على ربِكم ، واعلموا أنه عالمٌ بجميعِ أعمالِكم وأحوالِكم ، لا تخفى عليهِ منكم خافيه ))
انتهى كلامه رحمه الله .

يقولُ ابنُ القيّم – رحمه الله - : 
وهلاكُ القلب من إهمالِ النفسِ ومن موافقتها وإتباع هواها " .

وقالَ رحمه الله في إغاثةِ اللهفان : " وتركُ المحاسبة والاسترسالُ وتسهيلُ الأمورِ وتمشيتُـها ،
فإنَّ هذا يقولُ بهِ إلى الهلاكِ ، وهذه حالُ أهلِ الغرور ، يُغْمضُ عينيهِ عن العواقبِ ويُمَشّي الحال ،
ويتكلُ على العفو ، فيهملُ محاسبة نفسهِ والنظرُ في العاقبة ، 
وإذا فعلَ ذلكَ سَهُلَ عليه مواقعةُ الذنوبِ وأنِسَ بها وعَسُرَ عليه فِطامُها 
ولو حَضَرَه رُشْدَه لعلِم أنّ الحميةَ أسهلُ من الفِطام
وتركُ المألوف والمعتاد " 
انتهى كلامه رحمه الله .







سوف نقف بحول الله مع محطات مع بداية عام جديد 
نتجول بين ما هو مفيد وما يحثنا على اغتنام الأوقات
والمسارعة لـ التوبة والاستعداد للموت 
فمهما طال بالإنسان بالعمر فهي محطة لـ التزود 
فالدنيا دار ممر لا مقر 
وكل نفس ذائقة الموت 
فعلينا أن نستعد للرحيل 
ونتزود بالزاد لـ دار الآخرة 
سوف تكون معنا محطات متنوعة بها الأجر والثواب لـ نتزود
فتابعونا مع محطات متنوعة ومفيدة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بصمةالزوار
بارك الله فيكم