الثلاثاء، 19 فبراير 2013

الذي استلف ألف دينار " سلسلة القصص النبوي "






روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
:" أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار
فقال : ائتني بالشهداء أشهدهم فقال : كفى بالله شهيداً
قال فأتني بالكفيل قال : كفى بالله كفيلاً قال : صدقت
فدفعها إليه على أجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته
ثم التمس مركباً يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله
فلم يجد مركباً فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه
ثم زجج موضعها ثم أتى بها إلى البحر فقال :
اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلاناً ألف دينا فسألني كفيلاً فقلت كفى بالله كفيلاَ
فرضي بك وسألني شهيداَ فقلت كفى بالله شهيداَ فرضي بك
وأني جهدت أن أجد مركباَ أبعث إليه الذي له فلم أقدر
وإني أستودعكها
فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركباَ
يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله فإذا بالخسبة التي فيها المال
فأخذها لأهله حطباَ فلما نشرها وجد المال والصحيفة
ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار فقال :
والله مازلت جاهداَ في طلب مركب ٍ لآتيك فما وجدت مركباَ قبل الذي أتيت فيه
قال : هل كنت بعثت إلي بشيئ ؟ قال أخبرك أني لم أجد مركباَ قبل الذي جئت فيه قال :
فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة فانصرف بالألف الدينار راشداَ 
"





يحكي لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث
قصة رجل من نبي إسرائيل احتاج في تجارته إلى مال فجاء إلى رجل من أصحاب الأموال
الذين عرفوا عنهم أنهم يسلفون الناس فطلب أن يسلفه مبلغاَ من المال وقدره ألف دينار
فطلب الرجل منه إحضار شهوداَ يشهدون على الدين الذي سوف يقرضه
وطلب ايضا كفيلاَ يكفله إذا عجز عن سداد الدين
ولكنه قال كفى بالله شهيداَ وكفيلاَ وذلك لأن المبلغ كبير
فرضي الرجل .


كان الرجل الذي يسلف الناس صالحاَ فلم يراجع المقترض عندما قال له ماقال ولكنه
صدقه ووافق وبذل له المال الذي طلبه ورضي بشهادة الله وكفالته
واتفق الرجلين على موعد سداد الدين

ومضى المستلف بالمال وركب البحر وقضى حاجته وعندما قارب حلول الأجل
لـ سداد الدين لم يجد سفينة تحمله إلى صاحب المال
فآلمه ذلك أن يخلف الوعد الذي قطعه على نفسه
خطر الرجللا في ذهنه عن طريقة يبعث بها المال إلى صاحبه
فأخذ خشبة وحشى المال بها بعد نقرها وأرفق معها رسالة
ثم أحكم إغلاقها وقذفها في البحر واستودعها الله تبارك وتعالى

تولى الله عزوجل حفظ الخشبة التي تحمل المال في جوفها
وسخر الله الأمواج كي تقذفها إلى المدينة التي بها صاحب المال
فسبحان الله الذي اخرج صاحب المال الى شاطئ البحر
في ذلك اليوم وفي تلك الساعة التي وصلت بها الخشبة
واوجد في نفس الرجل " صاحب المال " الدافع لـ إلتقاطها
فأخذها وذهب بها إلى أهله وأمر بكسرها وإستخدامها في الحطب
فسبحان الله الذي حفظ المال والخشبة من الضياع والغرق
فوجد الرجل الرسالة والمال .

وعندما هيئت الفرصة لـ المستدين عاد مسرعاَ على صاحبه ةمعه المال
خشية أن يكون المال الذي بعثه لم يصله وجاءه يشرح له عذره ويبين له
سر تخلفه عن موعده فأخبره الرجل بما يسره ويطمئن قلبه
وجعله يحمد الله عزوجل على فضله ونعمه وكله كان من لطف الله عزوجل وتدبيره




.......... عبر وفوائد ...........

1)
 وجود الصالحين والأتقياء الذين يخشون الله ويخافونه في الأمم السابقة

2) مشروعية القرض والاستدانة

3) مشروعية الإشهاد والكفالة في الديون

4) أمرنا الله بتوثيق الدين وكتابته كما أمرنا بالإشهاد

5) أثر التوكل على الله عزوجل في تحقيق المراد

6) قدرة الله عزوجل على حفظ المال والخشبة وإيصالها لـ صاحبها

7) وجوب الوفاء بالقرض عندما يحل الأجل

8) مشروعية ركوب البحر والسفر للتجارة

9) مشروعية التجارة وتعامل الناس بها منذ القدم

10) مشروعية الاستدانة من أجل التجارة

11) مشروعية التقاط ما له قيمة مثل الخشبة والسوط والانتفاع به

12) الإيقان التام بقدرة الله عزوجل

13) اليقين والإيمان والثقة بالله والتوكل عليه

14) الإجتهاد في الدعاء وتفويض الأمر لله عزوجل

15) تسخير الله عزوجل لهذه الخشبة من الأسباب التي تحافظ عليها وتوصلها لـ صاحبها

16) لطف الله عزوجل وتدبيره





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بصمةالزوار
بارك الله فيكم