السبت، 8 يناير 2011

فأعدوا لمثل هذا ............. سلسلة في رحاب الدار الأخرة (1)








لقد نثر طول الأمل رداءه على الكثير منا

فأصبح الكثير منا يقترف المحرمات ويتهاون في الطاعات
وأمسى التسويف حاجزًا لنا عن التوبة
والفرح بهذه الدنيا منسيًا لما أمامنا من الأهوال والعقبات.
فلم يطرق الخوف قلوبنا ولم يلازم الوجل نفوسنا.
فانهمكنا في الفرح والترح وكأننا مخلدون في هذه الدنيا.
تجاهلنا الموت والخوف مما بعده
والخوف عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في المستقبل.
ومن توقع مكروهًا في المستقبل سعى إلى الاستعداد له، والمثابرة على اجتيازه.
قال تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) الرحمن



وقال ابن كثير -رحمه الله-: أي خاف القيام بين يدي الله -عز وجل-، وخاف حكم الله فيه، ونهى النفس عن هواها، وردها إلى طاعة مولاها (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) أي منقلبه ومصيره ومرجعه إلى الجنة الفيحاء



وفي الحديث القدسي قال الله تعالى: «وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين، إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي»








كان السلف الصالح عندما يقرأ ما يلين القلوب يحيي النفوس و يشحذ الهمم ويقوي العزائم ويزيل ران الغفلة والسفه.


فهذا ابن المبارك إذا قرئ عليه كتاب الزهد كأنه ثور قد ذبح لا يقدر أن يتكلم
إن اتباع الهوى وطول الأمل مادة كل فساد
فإن اتباع الهوى يعمي عن الحق معرفة وقصدًا
وطول الأمل ينسي الآخرة ويصد عن الاستعداد لها
قال الفضيل بن عياض: إذا قيل لك: هل تخاف الله؟ فاسكت، فإنك إن قلت: نعم، كذبت، وإن قلت: لا، كفرت
والكثير لو سئل هذا السؤال لأجاب بالجواب الأول، وهو مقيم على معصية، مصر على كبيرة، مستغرق في صغيرة؟!
فأين الخوف من الله؟ وأين التفكر في المآل والمعاد والجزاء والحساب..









هذا أبو سليمان الداراني لما حضره الموت، قال له أصحابه:

أبشر فإنك تقدم على رب غفور رحيم. فقال لهم: ألا تقولون تقدم على رب يحاسبك بالصغير ويعاقبك بالكبير.
وصدق الله عز وجل إذ يقول ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) الزلزلة .
والخوف ليس من الذنوب وحدها، بل أيضًا من سوء الخاتمة وسوء المنقلب.. قال عبد الرحمن بن مهدي: بات سفيان عندي فلما اشتد به الأمر، جعل يبكي. فقال له رجل: يا أبا عبد الله أراك
كثير الذنوب. فرفع شيئًا من الأرض، وقال: والله لذنوبي أهون عندي من ذا، إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت.
قال جل وعلا: (يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ).
نعم لقد خافوا هذا اليوم العظيم يوم القيامة يوم الحسرة والندامة
قال تعالى : (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) الحج








قال عامر بن قيس -رحمه الله- وكأنه يرى حال كثير منا:

أكثر الناس فرحًا في الآخرة أطولهم حزنًا في الدنيا، وأكثر الناس ضحكًا في الآخرة أكثرهم بكاءً في الدنيا، وأخلص الناس إيمانًا يوم القيامة أكثرهم تفكرًا في الدنيا.
كان فضالة بن صيفي كثير البكاء، فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته: ما شأنه ؟ قالت: زعم أنه يريد سفرًا بعيدًا وما له زاد.
ونحن مثله أصحاب سفر طويل ورحلة شاقة .. ولكن أين الزاد ؟؟
الزاد هو قصر الأمل والتزود لدار المعاد
إنها رحلة بدأت وستنتهي
نسير في دنيا كأضغاث أحلام أو كظل زائد
زمن يسير
ثم نتوقف في موقف عظيم
يوم يبعثر مَنْ في القبور ويحصل ما في الصدور.







سنقدم لكم سلسلة في رحاب الدار الآخرة

سلسلة علمية هامة تجمع بين المنهجية والرقائق و التأصيل العلمى والأسلوب الوعظى
تبدأ هذه السلسة بالموت وتنتهى بالجنة .

سوف يتجدد لقاؤنا اسبوعيا مع مواضيع سلسلة الدار الاخرة وتحتاج هذه السلسلة إلى جهد شاق لـ إهميتها بمكان
لذا استحلفكم باللـه الذى لا إله إلاَّ هو
أن تعيرونى قلوبكم وعقولكم وأسماعكم حتى نقف على أهميتها ونسأل اللـه التوفيق
ونسأله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، إنه ولى ذلك والقادر عليه ويجعلنا من الذين قال فيهم اللـه ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللـه وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ ) الزمر .

عمل مشترك بين الاخت عتاب قلم وثِمال
في منتدى لكِ النسائي




 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بصمةالزوار
بارك الله فيكم