الاثنين، 30 مايو 2011

رِحْــلَةُ نُــورٍ فِي دَوحِ الأَذْكَـــارِ ( أذكار الأذان ) (3)




اذكار الاذان
الأذان لغةً :
الإعلام ، قال الله تعالى : { وأذن في الناس بالحج }
الحج / 27


وشرعاً : التعبد لله بالإعلام بوقت الصلاة المفروضة ، بألفاظ معلومة مأثورة ، على صفة مخصوصة .


اتفق الفقهاء على أن الأذان من خصائص الإسلام وشعائره الظاهرة .
ولكنهم اختلفوا في حكمه ، فقيل : إنه فرض كفاية : وهو مذهب الإمام أحمد واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ومن المعاصرين : الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
وقيل : إنه سنة مؤكدة .


والصواب من القولين أنه فرض كفاية ، فإذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين .


عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فظن أنا قد اشتقنا إلى أهلنا فسألنا عمن تركناه من أهلنا فأخبرناه
فقال : ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا عندهم وعلموهم ومروهم ، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم .
رواه البخاري ومسلم .







شرح الاحاديث


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن )


وهو من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه :
قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
‏إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن لا إله إلا الله
ثم قال أشهد أن ‏ ‏محمدا رسول الله ‏ ‏قال أشهد أن ‏‏محمدا رسول الله ‏ ‏ثم قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله
ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله
ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال لا إله إلا الله قال لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة.
صحيح مسلم


شرح الحديث


قوله ( إذا سمعتم ) أي الأذان
قوله ( ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله ) أي ثم قال المؤذن
قوله ( قال أشهد أن لا إله إلا الله ) أي قال أحدكم
وقوله( حي على الصلاة ) أي هلموا إليها
قوله ( حي على الفلاح ) أي أسرعوا إلى الفوز والنجاح والنجاة
قوله ( من قلبه ) أي خالصاً مخلصاً من قلبه وهذا يدل على أن الإخلاص شرط من شروط الأعمال فلا عمل بدون إخلاص
قال الله تعالى : ( ومآ أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )
البينة 5







بقول : (وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن ‏ ‏محمدا عبده ورسوله ‏ ‏رضيت بالله ربا ‏ ‏وبمحمد ‏ ‏رسولا وبالإسلام دينا )
رواه مسلم


(يقول ذلك عقب تشهد المؤذن )
ابن خزيمة


شرح الحديث


قول ( رضيت بالله رباً ) أي ملكاً ومالكاً ومتصرفاً ومدبراً وإلهاً حقاً
قوله ( وبمحمد رسولاً ) أي رسولاً من عند الله تعالى فأتابعه بكل ما جاء به أأتمر بأمره وأنتهي عما نهى
وقوله ( وبالاسلام دينا ) أي بأحكامه وشرائعه
وقوله ( يقول ذلك عقب تشهد المؤذن ) أي بعد قوله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله






عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها
منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجوا أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة
حلت له شفاعتي )
رواه مسلم


شرح الحديث


قوله : ( يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من إجابة المؤذن )
رواه مسلم


قوله " ثم صلوا علي " أي بعد الفراغ من إجابة المؤذن صلوا علي وإنما أمر بالصلاة عليه عقب الإجابة لأن الإجابة دعاء وثناء ولا يقبل الدعاء إلا بالصلاة عليه


لقوله صلى الله عليه وسلم " كل دعاء محجوب حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم "
حسنه الألباني


قوله " ثم سلوا الله لي الوسيلة " والوسيلة ما يتقرب به إلى الغير يقال وسل فلان إلى ربه وسيلة وتوسل إليه بوسيلة إذا تقرب إليه بعمل
والمراد بها في الحديث منزلة في الجنة حيث فسرها صلى الله عليه وسلم بقوله " فإنها منزلة في الجنة "
قوله " لاتنبغي " أي هذه الوسيلة ( إلا لعبد ) واحد ( من عباد الله وأرجوا أن أكون أنا هو )
قوله " حلت له " أي وجبت له ( الشفاعة ) أي شفاعتي







عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت ‏ ‏محمدا ‏ ‏الوسيلة ‏ ‏والفضيلة ‏
‏وابعثه ‏ ‏مقاما محمودا ‏ ‏الذي وعدته ( إنك لا تخلف الميعاد ) "
البخاري


شرح الحديث


قوله " رب هذه الدعوة التامة " المراد دعوة التوحيد وقيل لدعوة التوحيد تامة لأن الشرك نقص أو التامة التي لا يدخلهت تغيير ولا تبديل بل هي باقية إلى يوم النشور أو أنها هي التي تستحق صفة التمام وما سواها فمعرض للنقص
قولة " الصلاة القائمة " أي الدائمة
وقوله " الوسيلة " هي منزلة في الجنة
قوله " الفضيلة " أي المرتبة الزائدة على سائر الخلق
قوله " وابعثه مقاماً محموداً " أي ابعثه يوم القيامة فأقمه مقاماً يحمد القائم فيه
وقوله " الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد " قال الطيبي رحمه الله : " المراد بذلك قوله : ( عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً )
الأسراء 79
وأطلق عليه الوعد لأن عسى من الله تعالى واقع "






ملاحظة :
قال الشيخ الألباني رحمه الله عن الزيادة ( إنك لا تخلف الميعاد ) التي للبيهقي رحمه الله هي شاذة لأنها لم ترد في جميع طرق الحديث عن علي بن عياش اللهم إلا في رواية الكشميني لصحيح البخاري خلافاً لغيره فهي شاذة أيضاً لمخالفتها لروايات الأخرين للصحيح



وهنا فتوى للشيخ رحمه الله
ما رأي فضيلتكم في زيادة: (إنك لا تخلف الميعاد) في الذكر الذي بعد الأذان؟
المفتي: محمد بن صالح العثيمين الإجابة:
هذه الزيادة محل خلاف بين علماء الحديث
فمنهم من قال: إنها غير ثابته لشذوذها، لأن أكثر الذين رووا الحديث لم يرووا هذه الكلمة، والمقام يقتضي ألا تحذف، لأنه مقام دعاء وثناء وما كان على هذا السبيل فإنه لا يجوز حذفه لأنه متعبد به.ومن العلماء من قال: إن سندها صحيح، وأنها تقال ولا تنافي غيرها، وممن ذهب إلى تصحيحها الشيخ عبد العزيز بن باز وقال: إن سندها صحيح حيث أخرجها البيهقي بسند صحيح.






جزاء من ذكر هذه الاحاديث بعد الاذان ومعها



وجاء في نهاية قولة صلى الله عليه وسلم في جزاء من قالها
" حلت له شفاعتي "
أي استحقت ووجبت أو نزلت عليه


وكذلك ذكر " من قلبه دخل الجنة"
أي من ذكر الدعاء بالتمام والكمال صادقاً من قلبه دخل الجنة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بصمةالزوار
بارك الله فيكم