الخميس، 21 مارس 2013

الذي أضلته ناقته بأرض فلاة " سلسلة القصص النبوي "






روى مسلم في صحيحه عن سماك قال خطب النعمان بن بشير فقال :
لله أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل حمل زاده ومزاده على بعير ثم سار
حتى كان بفلاة من الأرض فأدركته القائلة فنزل فَقَاَلَ تحت شجرةٍ فغلبته عينه
وانسل بعيره فاستيقظ فسعى شرفاً فلم ير شيئاً ثم سعى شرفاً ثانياً فلم ير شيئاً
ثم سعى شرفاً ثالثاً فلم ير شيئاً فأقبل حتى أتى مكانه الذي قَاَلَ فيه
فبينما هو قاعد إذ جاءه بعيره يمشي حتى وضع خطامه في يده
فلله أشد فرحاً بتوبة العبد من هذا حين وجد بعيره على حاله 
"
 




قصة هذا الرجل أنه أراد أن يسافر إلى أرض وحده
حاملا على بعيره طعامه وشرابه وانطلق مخترقا برية
لا يستطيع الوصول إلى مقصده إلا باختراقها
وفي الحديث الشريف دلالة على أن هذه البرية لا ينجو منها إلا من كان
عارفا بمعابرها وطرقها وكان معه ما يكفيه من الزاد
للمدة لاختراقها فكما وصف الحديث أنها برية أي رض فلاة خالية
وأنها دوية اي لا نبات فيها وأنها أرض فقر
وأنها مهلكة لعدم وجود الطعام والماء

سافر الرجل معه بعيره وزاده مخترقا لـ البرية
وفي وقت الظهيرة أحب أن يستريح قليلاً
فنزل عند شجرة وكان التعب أخذ منه مأخذه
فنل في ظلها وقال " من القيلولة / نوم الظهيرة "
أغمض عينيه حتى ذهبت راحلته فلما قام من نومه لم يجدها
فزع فزعا شديدا لـ خسارته الطعام والزاد والبعير وذلك لأن ضياعها
يعني هلاكه في هذه الأرض الفلاة
فأخذ يركض هنا وهنا لعله يجدها
ولكنه لـ الاسف لم يجدها وعاد الى موضعه الذي نام فيه
بعد أن إجتهد في البحث عليها
ولشدة عطشه وتعبه أخذه النوم مرة أخرى ونام
وعندما إستيقظ وجد راحلته فوق رأسه
ففرح العبد فرحا شديدا وذلك لـ نجاته من الهلاك
ولكن لشدة فرحة أخطأ وهو يخاطب ربه اللهم أنت عبدي وأنا ربك
كما ورد ذلك في بعض الاحاديث
وبذلك أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن الله عز وجل أشد فرحا بتوبة العبد التائب من هذا الرجل الذي
اضاع ناقته 







.........فوائد وعبر ..........

1) 
فضل التوبة
2) التوبة ترضي الرب عزوجل وتفرحه
3) إثبات صفة الفرح لله عزوجل
4) صفة الفرح صفة تليق بالله عز وجل تليق بجلاله وكماله وهي لا تشبه فرح العباد
5) لطف الله بعباده ورحمته
6) الأختياط أمر هام في جميع أمور الحياة
7) عدم مؤاخذة الله عزوجل المدهوش الذي فقد قدرته على التفكير لخوف أو فرح أو غضب
8) القيلولة نوم الظهيرة سنه مستحبة ورد فعلها من الصحابة والرسول
وهي ما بين قبل الظهر بساعة او بعده بساعة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بصمةالزوار
بارك الله فيكم