الخميس، 13 يناير 2011

إحياء سنن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم





اللهم صل على سيدنا محمد الأمين وعلى آله وصحبه وأزواجه وسلم أتم التسليم


{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } [آل عمران:31]

وهذه الآية تسمى آية المحنة، هذا هو الصحيح، وبعضهم يسميها آية المحبة، والصواب أنها آية المحنة، أي أن الله تعالى امتحن بها من يدعي أنه يحبه، فاختبره وجعل لمحبته علامة فقال: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31]،


إذا كنتم صادقين في أنكم تحبون الله فإن لمحبة الله تعالى علامة، وهي اتباع رسله وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، فحققوا الاتباع حتى تكونوا صادقين في هذا الادعاء



فــ الكثير يدعي محبة النبي صلى الله عليه وسلم ولكن في حقيقة الأمر محبتة هو اتباع أوامره والإبتعاد عن نواهيه والعمل بسننه والتشبه به بمأكله ومشربه وملبسه وأذكاره



وقوله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }(التوبة24)


ثبت في البخاري من حديث عمر رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شي إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له: عمر فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال: فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده





فوجب علنا اتباع السلف الصالحين من الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم من الذين آمنوا بوجوب هذه المحبة حكماً وقاموا بمقتضاها اعتقادا وقولا وعملا فأحبوا النبي صلى الله عليه وسلم فوق محبة النفس والولد والأهل وجميع الخلق امتثالا لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم


و المحبة تقتضي حسن التأسي به، وتحقيق الإقتداء بسنته وأخلاقه وآدابه ونوافله وتطوعاته، وأكله وشربه ولباسه وحسن معاشرته لأزواجه وغير ذلك من آدابه الكاملة وأخلاقه الطاهرة





أن محبته وتعظيمه صلى الله عليه وسلم من شروط إيمان العبد بل الأمر كما قال ابن تيمية : "إن قيام المدحة والثناء عليه والتعظيم والتوقير له قيام الدين كله وسقوط ذلك سقوط الدين كله"


اعلم أن من أحب شيئا آثره وآثر موافقته وإلا لم يكن صادقا في حبه وكان مدعياً


ولا يوافق قوله فعله، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لا تخرج عن هذا الإطار





وهناك علامات تدل على صدق محبة الرسول صلى الله عليه وسلم منها


1-الأقتداء به صلى الله عليه وسلم


فقد ثبت في الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي ليس في قلبك غش لأحد فافعل ثم قال لي يا بني وذلك من سنتي ومن أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة


2-نصر دينه بالقول والفعل والذب عن شريعته و التخلق بأخلاقه في الجود و الإيثار والحلم و الصبر و التواضع وغيرها، فمن جاهد نفسه على ذلك وجد حلاوة الإيمان، ومن وجدها استلذ الطاعات و تحمل المشاق في الدين ، واثر ذلك على أغراض الدنيا الفانية


3- محبة سنته صلى الله عليه وسلم ، و الذي يشمل: طريقه وهديه بالإقتداء به قولا وفعلا، وأحاديثه فيقف عند حدودها، و هي أوامرها و نواهيه و أن يكثر من قراءتها فإن من دخلت حلاوة الإيمان في قلبه إذا سمع كلمه من كلام الله تعالى أو من حديث رسوله صلى الله عليه وسلم تشربتها روحه وقلبه ونفسهقال سهل بن عبدالله : علامة حب الله حب القران وعلامة حب القران حب النبي صلى الله عليه وسلم وعلامة حب النبي صلى الله عليه وسلم حب السنة و علامة حب السنة حب الآخره





ولقد صحت أحاديث تبين عظم ثواب محبة النبي صلى الله عليه وسلم من بينها
عن أنس بن مالك قال:جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى الساعة ؟ قال: وما أعددت للساعة ؟ قال: حب الله ورسوله قال فإنك مع من أحببت.


قال أنس فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: فإنك مع من أحببت، قال أنس: فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم رواه مسلم


وقوله تعالى: " {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }(النساء69).





وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم يكون بالقلب بتقديم محبته على النفس والولد والوالد والناس أجمعين وباللسان فهو الثناء عليه بما هو أهله مما أثنى به عليه ربه وأثنى على نفسه من غير غلو ولا تقصير ومن أعظم ذلك الصلاة والسلام عليه وتعداد فضائله وخصائصه ومعجزاته ودلائل نبوته وتعريف الناس بسنته وتعليمهم إياها وتذكيرهم بمكانته ومنزلته وحقوقه وذكر صفاته وأخلاقه واخيرا بالجوارح فهو العمل بشريعته والتأسي بسنته ظاهرا وباطنا والتمسك بها والحرص عليها وتحكيم ما جاء به في الأمور كلها والسعي في إظهار دينه ونصر ما جاء به والاجتناب عما نهى عنه


متابعتكم تسعدني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بصمةالزوار
بارك الله فيكم