سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَـرَةً لَّن تَبُورَ الصَّلَوةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَـهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً
يَرْجُونَ تِجَـرَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ }
فاطر: 29، 30
قالَ: «مثلُ المؤمنِ الَّذِي يقرأ القرآنَ مَثَلُ الأتْرُجَّةِ ريحُها طيبٌ وطعمُها طيّبٌ،
ومثَلُ المؤمِن الَّذِي لاَ يقرَأ القرآنَ كمثلِ التمرة لا ريحَ لها وطعمُها حلوٌ»،
«اقْرَؤوا القُرآنَ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعاً لأصحابهِ».
«أفلا يغْدو أحَدُكمْ إلى المسجدِ فَيَتعلَّم أو فيقْرَأ آيتينِ منْ كتاب الله عزَّ وجَلَّ خَيرٌ لَهُ
مِنْ ناقتين، وثلاثٌ خيرٌ له من ثلاثٍ، وأربعٌ خير له مِنْ أربَع ومنْ أعْدادهنَّ من الإِبِلِ».
وفي صحيح مسلم أيضاً عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قَالَ:
«ما اجْتمَعَ قومٌ في بيتٍ مِنْ بُيوتِ اللهِ يَتْلُونَ كتابَ الله ويَتدارسونَهُ بَيْنَهُم إلاَّ نَزَلَتْ
عليهمُ السكِينةُ وغَشِيْتهُمُ الرحمةُ وحفَّتهمُ الملائكةُ وَذَكَرَهُمْ الله فيِمَنْ عنده».
«من قَرأ حرفاً من كتاب الله فَلَهُ به حَسَنَةٌ، والحسنَةُ بعشْر أمْثالها، لا أقُول الم حرفٌ
ولكن ألفٌ حرفٌ ولاَمٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ»،
رواه الترمذي.
ما استطعتمُ، إنَّ هذا القرآن حبلُ اللهِ المتينُ والنورُ المبينُ، والشفاءُ النافعُ،
ولا تنقضي عجائبه، ولا يَخْلَقُ من كثرةِ التَّرْدَادَ، اتلُوه فإنَّ الله يَأجُرُكُم على تلاوتِهِ
كلَّ حرفٍ عشْرَ حسناتٍ. أمَا إني لا أقولُ الم حرفٌ ولكِنْ ألِفٌ حرفٌ ولاَمٌ حرفٌ وميم حرفٌ»
رواه الحاكِم.
كل ما تقدم سابقا من الأحاديث تدل دلالة واضحة على فضل تلاوة القرآن
وعلى الأجر العظيم الذي يناله المسلم أجورٌ كبيرةٌ لأعمالٍ يسيرةٍ،
فالمَغْبونُ منْ فرَّط فيه، والخاسرُ مَنْ فاتَه الرِبْحُ
كثرة تلاوة القرآن وسماعه بتفكر وتدبر وتفهم .
قال خباب بن الأرت لرجل : تقرب إلى الله ما استطعت ،
واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه .
ولا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم ،
فهو لذة قلوبهم ، وغاية مطلوبهم .
قال عثمان : لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم .
وقال ابن مسعود : من أحب القرآن فهو يحب الله ورسوله .
قال بعض العارفين لمريد : أتحفظ القرآن ؟ قال : لا ، فقال :
واغوثاه بالله ! مريد لا يحفظ القرآن !! فبم يتنعم ؟! فبم يترنم ؟! فبم يناجي ربه عز وجل "
انتهى من " جامع العلوم والحكم "
فإنَّ لكثْرة القراءةِ فيه مزيَّةً خاصةً.
كان جبريلُ يُعارضُ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم القُرْآنَ في رمضانَ كلَّ سنةٍ مرّةً.
فَلَمَّا كان العامُ الَّذي تُوُفِّي فيه عارضَه مرَّتين تأكيداً وتثبيتاً.
كان الزُّهْرِيُّ رحمه الله إذا دخلَ رمضانُ يقول إنما هو تلاوةُ القرآنِ وإطْعَامُ الطَّعامِ.
وأقبَل على قراءةِ القرآنِ من المصْحف.
وفي رمضانَ في كلِّ ثلاثٍ وفي العشْرِ الأخير منه في كلِّ ليلةٍ.
وفي العشر الأواخِرِ في كلِّ ليلتينِ.
ولـ نتَّبع طريقتهم نتلحق بالْبرَرَةِ الأطهار،
ولـ نغْتَنم ساعات اللَّيلِ والنهار، بما يُقرِّبُنا إلى العزيز الغَفَّار،
فإنَّ الأعمارَ تُطوى سريعاً، والأوقاتَ تمْضِي جميعاً وكأنها ساعة من نَهار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بصمةالزوار
بارك الله فيكم