الأحد، 7 يوليو 2013

(وَالْعَصْرِ ) الآية الثانية /دعاةٌ إلى الخير | مسابقة

التعاون البر والتقوى والخير أعوانا وتعاونوا mhguwn





على كل مسلم وكل مسلمة أن يحافظوا على التعاون
وأن يعتنوا به كثيرا؛
لأن ذلك يترتب عليه بتوفيق الله صلاح المجتمع،
وتعاونهم على الخير، وابتعادهم عن الشر،
وإحساسهم بالمسئولية، ووقوفهم عند الحد الذي ينبغي أن يقف عنده 
وفيه إظهار لـ تماسك الأمة وتقوية روابط الآخوة
وبها سبب لـ نيلل تأييد الله ورضاه ومحبته . 


قال الله تعالى
{
وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ *
إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
}
العصر 1-3

ففي هذه السورة العظيمة القصيرة اشتملت على معان عظيمة
من جملتها التواصي بالحق وهو التعاون على البر والتقوى
والرابحون السعداء في كل زمان وفي كل مكان
هم الذين حققوا هذه الصفات الأربع التي دلت عليها هذه السورة،
وهم الناجون من جميع أنواع الخسران.

وهذه الصفات هي :
1- الإيمان بالله
2- العمل الصالح
3- التواصي بالحق
4- التواصي بالصبر

إنها من أجل وأعظم الصفات
سورة صغيرة وآية قصيرة إلا أنها عظيمة ذو معاني عظيمة


لنتجول بين تفسير هذه الآية العظيمة بين كتب التفاسير


*** تفسير الآية من كتاب تفسير السعدي ***



أقسم تعالى بالعصر، الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم
أن كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح.
والخسار مراتب متعددة متفاوتة:
قد يكون خسارًا مطلقًا، كحال من خسر الدنيا والآخرة، وفاته النعيم، واستحق الجحيم.
وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض، ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات:
الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به.
والعمل الصالح، وهذا شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة،
المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة.
والتواصي بالحق، الذي هو الإيمان والعمل الصالح،
أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه.
والتواصي بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة.
فبالأمرين الأولين، يكمل الإنسان نفسه، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره،
وبتكميل الأمور الأربعة، يكون الإنسان قد سلم من الخسار، وفاز بالربح [العظيم].


*** تفسيرها من كتاب تفسير البغوي ***

"
والعصر"، قال ابن عباس: والدهر. قيل: أقسم به لأن فيه عبرة للناظر.
وقيل: معناه ورب العصر، وكذلك في أمثاله. وقال ابن كيسان: أراد بالعصر الليل والنهار،
يقال لهما العصران. وقال الحسن: من بعد زوال الشمس إلى غروبها.
وقال قتادة: آخر ساعة من ساعات النهار. وقال مقاتل: أقسم بصلاة العصر وهي الصلاة الوسطى.
"
إن الإنسان لفي خسر"، أي خسران ونقصان، قيل: اراد به الكفار بدليل أنه استثنى المؤمنين،
و الخسران: ذهاب رأس مال الإنسان في هلاك نفسه وعمره بالمعاصي، وهما أكبر رأس ماله.
"
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات"، فإنهم ليسوا في خسر، "وتواصوا
أوصى بعضهم بعضاً، "
بالحق"، بالقرآن، قاله الحسن وقتادة، وقال مقاتل: بالإيمان والتوحيد.
"
وتواصوا بالصبر"، على أداء الفرائض وإقامة أمر الله.
وروى ابن عون عن إبراهيم قال: أراد أن الإنسان إذا عمر في الدنيا وهرم،
لفي نقص وتراجع إلا المؤمنين، فإنهم يكتب لهم أجورهم
ومحاسن أعمالهم التي كانوا يعملونها في شبابهم وصحتهم،
وهي مثل قوله: "
 لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم *
ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات 
".




*** تفسيرها من كتاب تفسير الطبري ***
القول في تأويل قوله جل جلاله وتقدست أسماؤه: وَالْعَصْرِ (1)

اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ( وَالْعَصْرِ ) فقال بعضهم:
هو قسم أقسم ربنا تعالى ذكره بالدهر، فقال: العصر: هو الدهر.
*
ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس،
في قوله: ( 
وَالْعَصْرِ ) قال: العصر: ساعة من ساعات النهار.حدثنا ابن عبد الأعلى،
قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن (
وَالْعَصْرِ )
قال: هو العشيّ.
والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر ( وَالْعَصْرِ ) اسم للدهر،
وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى،
فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه.
وقوله: ( 
إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) يقول: إن ابن آدم لفي هلَكة ونقصان.وكان عليّ رضى الله عنه يقرأ ذلك: ( إنَّ الإنْسانَ لَفِي خُسْر وإنه فيه إلى آخر الدهر )
.
حدثني ابن عبد الأعلى بن واصل، قال: ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين،
قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مرّ، قال: سمعت عليا رضى الله عنه يقرأ
هذا الحرف ( 
وَالْعَصْرِ وَنَوَائِب الدَّهْرِ، إنَ الإنْسانَ لَفِي خُسْرٍ، وإنه فيه إلى آخر الدهر ) حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْر )
ففي بعض القراءات ( 
وإنه فيه إلى آخر الدهر ).حدثنا أبو كُرَيب،
قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مرّ،
أن عليا رضى الله عنه قرأها( 
وَالْعَصْرِ وَنَوَائِب الدَّهْرِ، إنَّ الإنْسانَ لَفِي خُسْر ).حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث،
قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (
 إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) إلا من آمن.
إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) يقول: إلا الذين صدّقوا الله ووحَّدوه،
وأقرّوا له بالوحدانية والطاعة، وعملوا الصالحات، وأدّوا ما لزمهم من فرائضه،
واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه، واستثنى الذين آمنوا من الإنسان،
لأن الإنسان بمعنى الجمع، لا بمعنى الواحد.
وقوله: ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ )
يقول: وأوصى بعضهم بعضا بلزوم العمل بما أنـزل الله في كتابه،
من أمره، واجتناب ما نهى عنه فيه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.*
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ )
والحق: كتاب الله.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور،
عن معمر، عن الحسن ( 
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) قال: الحقّ كتاب الله.حدثني عمران بن بكار الكلاعي، قال: ثنا خطاب بن عثمان،
قال: ثنا عبد الرحمن بن سنان أبو روح السكوني،
حمصيّ لقيته بإرمينية، قال: سمعت الحسن
يقول في ( 
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) قال: الحقّ: كتاب الله.وقوله: ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )
يقول: وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على العمل بطاعة الله.





بعد تأملات في شرح السورة العظيمة
ينبغي أن نتبعها وأن نلتزم بها وأن ندعوا إليها وأن نعمل بما جاء بها
من الدعوة إلى الإيمان بالله ورسوله إيمانا صادقا مع ما تحمله من إخلاص في المحبة
والعمل والتصديق قولا وعملا

التواصي بالحق وهو داخل في العمل الصالح وداخل في الإيمان،
ولكن نبه الله عليه فأفرده بالذكر بيانا لعظم شأنه، فإن التواصي له شأن عظيم
وهو التعاون على البر والتقوى والتناصح في الله وإرشاد العباد إلى ما ينفعهم
ونهيهم عما يضرهم، وكذا يدخل في الإيمان أيضا الأمر الرابع وهو التواصي بالصبر.
فاشتملت هذه السورة العظيمة على جميع أنواع الخير وأصوله وأسباب السعادة.

ومن أقوال العلماء في التعاون والحث عليه 
قال ابن تيمية:
(
حياة بني آدم وعيشهم في الدُّنْيا لا يتم إلَّا بمعاونة بعضهم لبعضٍ
في الأقوال أخبارها وغير أخبارها وفي الأعمال أيضًا
)

وقال أبو حمزة الشَّيباني لمن سأله عن الإخوان في الله مَن هم؟
قال: (
هم العاملون بطاعة الله عزَّ وجلَّ المتعاونون على أمر الله عزَّ وجلَّ،
وإن تفرقت دورهم وأبدانهم
)

وقال أبو الحسن العامري:
(
التَّعاون على البرِّ داعية لاتِّفاق الآراء،
واتِّفاق الآراء مجلبة لإيجاد المراد، مكسبة للوداد
)






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بصمةالزوار
بارك الله فيكم