الأحد، 30 يونيو 2013

(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) الآية الأولى /دعاةٌ إلى الخير | مسابقة

التعاون البر والتقوى والخير أعوانا وتعاونوا على البر والتقوى




المسلمون في إحتياج بعضهم بعضاً في جميع شئونهم الدنيوية والدينية ،
ولذلك كان التعاون بين المسلمين أمراً جللاً ،
وقد أوجب الله تعالى على المؤمنين التعاون والتآزروالتكاتف ،
وجعل القيام به دين الناس ودنياهم ،
وقد جاء وصف المسلمين – إن هم حققوا هذا التعاون –
بأنهم بنيان مرصوص ، وأنهم جسد واحد ،
وكل ذلك يؤكد على أن التعاون بينهم والتضامن والتكاتف أمر لا بدَّ منه ،
وهو يشمل جوانب كثيرة في حياة المسلمين
يجمعها كلمتا " 
البر " و " التقوى " ،

كما قال تعالى :
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
المائدة/ من الآية 2

وهما كلمتان جامعتان لجميع خصال الخير ،
من الاعتقاد ، والسلوك ، والأحكام ، وغيرها





لـ نتعرف على معنى التَّعاون
لغةً:
العون: 
الظَّهير على الأمر، وأعانه على الشَّيء: ساعده، واستعان فلانٌ فلانًا وبه:
طلب منه العون. وتعاون القوم: أعان بعضهم بعضًا .
والمعْوانُ: الحَسَن المعُونة للنَّاس، أو كثيرها
 .
اصطلاحًا: 
التعاون : المساعدة على الحقِّ ابتغاء الأجر مِن الله سبحانه




قال الله تعالى
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ
وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ
إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
 "
المائدة -٢


دعونا الأن نتجول بين التفسير لـ الآية الكريمة من بين مجموعة من كتب التفاسير

أولا
*** تفسيرها من كتاب التفسير السعدي ***

وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ْ} أي:
ليعن بعضكم بعضا على البر. وهو: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأعمال الظاهرة والباطنة،
من حقوق الله وحقوق الآدميين.
والتقوى في هذا الموضع: اسم جامع لترك كل ما يكرهه الله ورسوله،
من الأعمال الظاهرة والباطنة. وكلُّ خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها،
أو خصلة من خصال الشر المأمور بتركها، فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه،
وبمعاونة غيره من إخوانه المؤمنين عليها، بكل قول يبعث عليها وينشط لها،
وبكل فعل كذلك. { 
وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ ْ} وهو التجرؤ على المعاصي التي يأثم صاحبها،
ويحرج. { 
وَالْعُدْوَانِ ْ} وهو التعدي على الخَلْق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم،
فكل معصية وظلم يجب على العبد كف نفسه عنه، ثم إعانة غيره على تركه.
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
 ْ} على من عصاه وتجرأ على محارمه،
فاحذروا المحارم لئلا يحل بكم عقابه العاجل والآجل.


ثانيا
*** تفسيرها من كتاب تفسير البغوي ***


وتعاونوا " ، أي : ليعن بعضكم بعضاً ، " على البر والتقوى " ،
قيل البر متابعة الأمر ، والتقوى مجانبة النهي ، وقيل البر : الإسلام ،
والتقوى: السنة ، " 
ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " ،
قيل :الإثم : الكفر ، والعدوان : الظلم ، وقيل الإثم : المعصية ، والعدوان : البدعة .
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري أنا أبوعبد الله محمدبن أحمد بن محمد بن أبي طاهر
الدقاق ببغداد أخبرنا أبوالحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي أنا الحسن بن علي بن عفان
أنا زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير بن مالك الحضرمي
عن أبيه عن النواس بن سمعان الأنصاري قال :
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم ، قال : البر حسن الخلق ،
والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس
 " .




ثالثا
*** تفسيرها من كتاب التفسير ابن كثير ***

وقوله تعالى " 
وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "
يأمر تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات وهو البر وترك المنكرات
وهو التقوى وينهاهم عن التناصر علي الباطل والتعاون على المآثم والمحارم
قال ابن جرير: الإثم ترك ما أمر الله بفعله والعدوان مجاوزة ما فرض الله عليكم في أنفسكم
وفى غيركم وقد قال الإمام أحمد: حدثنا هشيم حدثنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس
عن جده أنس بن مالك قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
انصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل يا رسول الله هذا نصرته مظلوما
فكيف أنصره إذا كان ظالما ؟ قال تحجزه وتمنعه من الظلم فذاك نصره
".


رابعا
*** تفسيرها من كتاب التفسير الطبري *** 

قوله تعالى : { 
وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }
يعني جل ثناؤه بقوله : { 
وتعاونوا على البر والتقوى } وليعن بعضكم أيها المؤمنون بعضا على البر ,
وهو العمل بما أمر الله بالعمل به {
 والتقوى } هو اتقاء ما أمر الله باتقائه واجتنابه من معاصيه .
وقوله : { 
ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } يعني : ولا يعن بعضكم بعضا على الإثم ,
يعني : على ترك ما أمركم الله بفعله .{ 
والعدوان
 } يقول : ولا على أن تتجاوزوا ما حد الله لكم في دينكم ,
وفرض لكم في أنفسكم وفي غيركم .
وإنما معنى الكلام : ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا ,
ولكن ليعن بعضكم بعضا بالأمر بالانتهاء إلى ما حده الله لكم في القوم
الذين صدوكم عن المسجد الحرام وفي غيرهم , والانتهاء عما نهاكم الله أن تأتوا فيهم
وفي غيرهم وفي سائر ما نهاكم عنه , ولا يعن بعضكم بعضا على خلاف ذلك .






إذا الآية الكريمة تحث على التعاون على البر والتقوى
وعدم التعاون على الإثم والعدوان 

فالبر والتقوى كلمتان جامعتان تجمعان خصال الخير بالكلية ، بل تفسر إحداهما الأخرى .


فالبر هو الكمال المطلوب من الشيء والمنافع التي فيه والخير الذي يتضمنه .
والتقوى في حقيقتها العمل بطاعة الله إيماناً واحتساباً ، أمراً ونهياً .

وفي هذه الآية
 العظيمة التي جمعت بين البر والتقوى ،
وعرَّفت أحدهما بالآخر ، ودلت على المفردات والأصول لهاتين الكلمتين العظيمتين ،
إنها قوله تعالى :
لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
 "
البقرة 177 .



فالبر كما نرى شملت الدين كله ، بعقائده وأحكامه ، وأصوله وفروعه ،
وسلوكياته وعباداته ، حقائق وشرائع ، وقلوباً وجوارح .
فمن حقق ذلك على وجهه فهو الصادق المتقي .
ولكنه لا يتحقق على وجه إلا بالتعاون ؛
ذلك أن التعاون عليهما ( البر والتقوى ) يكسب محبة تحصيلهما ،
ومن ثم يصير تحصيلهما رغبة للجميع .
وفي التعاون تيسير العمل ،
وتحقيق المصالح وتوفيرها ،
وإظهار الاتحاد والتناصر ،
حتى يصبح ذلك خلقاً للأمة

قال ابن القيم - رحمه الله -: 
« فإن العبد بإيمانه وطاعته لله ورسوله قد سعى في انتفاعه بعمل إخوانه المؤمنين
مع عمله كما ينتفع بعملهم في الحياة مع عمله، فإن المؤمنين ينتفع بعضهم بعمل بعض في الأعمال
التي يشتركون فيها كالصلاة في جماعة؛ فإن كل واحد منهم تضاعف صلاته إلى سبعة وعشرين ضعفا
لمشاركة غيره له في الصلاة، فعمل غيره كان سببا لزيادة أجره
كما أن عمله سبب لزيادة أجر الآخر بل قد قيل إن الصلاة يضاعف ثوابها بعدد المصلين،
وكذلك اشتراكهم في الجهاد والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
«
الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ»
[متفق عليه].

ومعلوم أن هذا بأمور الدين أولى منه بأمور الدنيا فدخول المسلم مع جملة المسلمين
في عقد الإسلام من أعظم الأسباب في وصول نفع كل من المسلمين إلى صاحبه في حياته وبعد مماته،
ودعوة المسلمين تحيط من ورائهم، وقد أخبر الله سبحانه عن حملة العرش
ومن حوله أنهم يستغفرون للمؤمنين ويدعون لهم وأخبر عن دعاء رسله
واستغفارهم للمؤمنين كنوح وإبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم »
الروح لابن القيم



فعلينا أن نتعاون على البر والتقوى
بجميع الأشكال والصور








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بصمةالزوار
بارك الله فيكم