الثلاثاء، 21 يناير 2014

هل يتحدث أهل الجنة وهم فيها إلى أهل النار وهم فيها ؟ " خاطرة "






............ خاطرة ..........






الذي أفهمه أن أصحاب الجنة يتحدثون مع بعضهم البعض ، كذلك أصحاب النار يتحدث بعضهم إلى بعض ،
لكن السؤال هو : ماذا لو أن شخصاً من أهل الجنة أراد التحدث إلى قريب له أو صديق كافر من أهل النار ؛ فهل هذا ممكن ؟


الجواب :
الحمد لله
كما يتحدث أهل الجنة إلى بعضهم ، ويتحدث أهل النار إلى بعضهم ، كذلك يتحدث أهل الجنة إلى أهل النار ،
وأهل النار إلى أهل الجنة ؛ فيزداد أهل الجنة فرحا بنعمة الله عليهم بدخولهم الجنة ونجاتهم من النار ،
ويزداد أهل النار ندامة وحسرة ؛ لفوات الفضل وحصول العذاب .
قال تعالى : ( وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )
الأعراف / 44
وقال تعالى : ( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ )
الأعراف / 50
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " ينادي الرجلُ أخاه أو أباه ، فيقول : قد احترقت ،
أفض عليَّ من الماء ! ، فيقال لهم : أجيبوهم ! فيقولون : ( إن الله حرمهما على الكافرين )
وقال سعيد بن جبير : " ينادي الرجل أخاه : يا أخي ، قد احترقتُ فأغثني !
فيقول : ( إن الله حرمهما على الكافرين ) .
"تفسير الطبري" (12 / 473-474)
وقال القرطبي رحمه الله :
" قيل : إذا صار أهل الأعراف إلى الجنة طمع أهل النار ، فقالوا : يا ربنا إن لنا قرابات في الجنة ،
فأْذَن لنا حتى نراهم ونكلمهم . وأهل الجنة لا يعرفونهم لسواد وجوههم ، فيقولون :
( أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ) "
"الجامع لأحكام القرآن" (7 / 215) 
وقال تعالى : ( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ . يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ .
أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ . قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ . فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ .
قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ . وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ . أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ .
إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ . إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ )
الصافات/ 50 – 61 .
وروى أحمد في "الزهد" (ص 369) وابن المبارك في "الزهد" (64) وأبو نعيم في "الحلية" (4 / 312) بسند صحيح عن الشعبي
قال : " يشرف أهل الجنة في الجنة على قوم في النار فيقولون : ما لكم في النار ؟
وإنما كنا نعمل بما تعلمونا ! فيقولون : إنا كنا نعلمكم ولا نعمل به " .
وهذا من تمام نعمة الله على أهل الجنة ، حيث يتعرفون على فضل الله العظيم عليهم ،
وكرامته لهم ، بالفوز بالجنة وما فيها من النعيم المقيم ، والنجاة من النار وما فيها من العذاب الأليم .
ومن تمام عذاب الكافرين وحسرتهم حيث يرون أهل الجنة يتنعمون ، وهم في العذاب مشتركون .
فيقول أهل الجنة : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ )
الزمر / 74
( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ )
الطور / 25 - 27
ويقول أهل النار : ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )
الأنعام / 27]
وروى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنه قال : " نادى أصحاب الجنة أصحابَ النار أنْ قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًّا
فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا ؟ قالوا : نعم . يقول : من الخزي والهوان والعذاب . قال أهل الجنة : فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًّا من النعيم والكرامة "
"تفسير الطبري" (12 / 446)

وقال ابن عباس أيضا : " السور بين أهل الجنة والنار ، فيفتح لأهل الجنة أبواب ، فينظرون وهم على السُّرر إلى أهل النار كيف يعذّبون ،
فيضحكون منهم ، ويكون ذلك مما أقرّ الله به أعينهم ، كيف ينتقم الله منهم " .
"تفسير الطبري" (24 / 304) . 
ولتعلم أن هذا لا يورث أهل الجنة حزنا على من كانوا أصدقاء وأقرباء لهم في الدنيا ، فكل الوصلات
والعلاقات والصداقات تنقطع يوم القيامة ، ولا يبقى إلا وصلة التقوى والعمل الصالح .
قال الله تعالى : ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) الزخرف/67 .
وينظر: جواب السؤال رقم : (
115480) . 
والله تعالى أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بصمةالزوار
بارك الله فيكم