بناؤها
أهل الجنة
يقال له تمنى فعندما يتمنى يقال لهلك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا.
سيدا الكهول أبو بكر وعمر؛ وسيدا الشباب الحسن والحسين؛ وسيدات نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد،وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.
صور نعيم أهل الجنة
قال تعال ( فيها سرر مرفوعة ، وأكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة ، وزرابي مبثوثة )
وقال تعالى ( متكئين على فرش بطائنها من استبرق )
وقال تعالى ( متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين )
وقال تعالى ( ثلة من الأولين ، وقليل من الآخرين ، على سرر موضونة ، متكيئن عليها متقابلين )
واتكاؤهم عليها على هذا النحو من النعيم الذي يتمتع به أهل الجنة حين يجتمعون كما أخبر الله تعالى ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين )
وقال (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان )
والمراد بالنمارق : المخاد والوسائد المساند ، والزرابي : البسط ، والعبقري : البسط الجياد ، والرفرف: رياض الجنة ، وقيل نوع من الثياب ، والأرائك : السرر
كما قال تعالى ( يطوف عليهم ولدان مخلدون ، بأكواب وأباريق وكأس من معين)
روى مسلم في صحيحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله قال : ( إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال، فتحثوا في وجوههم وثيابهم ، فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا ، فيقول لهم أهلوهم : والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا )
قال تعالى واصفا ذلك ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) وأخبر تعالى عن لون من ألوان الأحاديث التي يتحدثون بها في مجتمعاتهم ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ، فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ، إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم )
قال ابن القيم رحمه الله (وهي الغاية التي شمر إليها المشمرون وتنافس فيها المتنافسون وتسابق إليها المتسابقون، ولمثلها فليعمل العاملون. إذا ناله أهل الجنة نسوا ما هم فيه من النعم)
أن الله يعطي أهل الجنة قوةً ليتحمّلوا بها رؤيته سبحانه؛ لأنهم في الدنيا لا يطيقون أن يتحمّلوا رؤيته سبحانه، فإذا كانت الجبال الرواسي القويّة لا تطيق ذلك فكيف بالإنسان الضعيف؟! قال سبحانه( فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ )) الأعراف
وجاء في الحديث الصحيح بأن الله جل جلاله حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.
ولقد أتانـا فِي الصحيحين اللذيـ *** ـن هما أصح الكتب بعد قران
أن العبـاد يرونـه سـبحـانـه ***رؤيـا العيان كما يرى القمران
فإن استطعتم كل وقت فاحفظوا الـ*** ـبردين ما عشتم مدى الأزمان
((فيقولون: وما هو؟ ألم يثقل موازيننا؟))
يعمل المؤمن الحسنة فيجعلها الله تبارك وتعالى عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، ويفعل الفعل من أفعال الخير ويأتي يوم القيامة وإذا به مثل الجبال ويجعله الله تعالى في الميزان عظيماً ثقيلاً وهو من فضله تباركوتعالى.
((ألم يبيض وجوهنا؟)) يوم تبيض وجوه أهل الإيمان والسنة وتسود وجوه أهل الكفر والنفاق والبدعة هكذا يسألون ربهم عز وجل.
ثم يقسم النبي فيقول: ((فوالله ما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه ))
كل ذلك النعيم الذي رأوه من الحور العين ومن الولدان ومن النعيم الذي لا ينقطع، والأنهار التي من العسل واللبن ومن ماء غير آسن ومن الخمر وكل ما في الجنة من نعيم ولذة وبهجة، كل ذلك لا يساوي لذة النظر إلى وجه الله الكريم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يمتعون بذلكإنه سميع مجيب.
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك والخير كله بين يديك، فيقول هلرضيتم ؟ فيقولون: ومالنا لا نرضى يا رب، وقد أعطيتنا مالم تعط أحدا من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب، وأي شيء افضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده أبدا. متفق عليه.
كان رسول الله يدعو ((.........ولذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك،...)) .
والله لولا رؤية الرحمن فِي الـ*** ـجنات ما طابت لذي العرفان
أعلى النعيم نعيم رؤية وجهه ***وخطـابه فِي جنـة الحيـوان
وأشد شيء في العذاب حجابه*** سبحـانه عن ساكنِي النيران
وإذا رآه المؤمنون نسوا الذي*** هم فيـه ممـا نالت العينـان
فإذا توارى عنهم عادوا إلَى*** لذاتهم مـن سـائر الألـوان
فلهم نعيم عند رؤيته سوى*** هـذا النعيـم فحبذا الأمران
أوَما سمعت سؤال أعرف خلقه*** بِجلالـه المبعـوث بالقـرآن
شوقًا إليـه ولذة النظر الذي*** بجلال وجه الرب ذي السلطان
الشوق لذة روحه في هذه الـ*** ـدنيـا ويوم قيـامة الأبدان
تلتذ بالنظر الذي فازت بـه*** دون الجوارح هـذه العينـان
والله ما في هذه الدنيا ألذّ من*** اشتيـاق العبـد للـرحمـن
فسبحانك يا ربنا ما عظمناك حق تعظيمك، وسبحانك اللهم ربنا ما قدرناك حق قدرك، وسبحانك ربنا ما خشيناك حق خشيتك، وسبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك، ولكننا نسأله سبحانه وتعالى أن يعاملنا بعفوه، وأن يغفر لنا ذنوبنا وتقصيرنا، فإنه يحب العفو والمغفرة، وهو عفو غفور رحيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بصمةالزوار
بارك الله فيكم