من يهده اللـه فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ،
وأشهد أن لا إله إلا اللـه وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله .
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللـه وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَـالَكُمْ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللـه وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } الأحزاب
كنا قد أنتهينا في الموضوع السابق مع مشهد الميزان
وإن الحساب لتقرير الأعمال وإن الوزن لإظهار مقدارها ليكون الجزاء بحسبها .
فإذا وزنت الأعمال ، وتقرر الجزاء ، ما بقى إلا أن يلقى كل واحد مصيره
فيأمر الملك جل وعلا أن ينصب الصراط على متن جهنم ليمر عليه الموحدون المتقون المؤمنون الصادقون إلى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر ،
وليمر عليه المشركون والمجرمون الكافرون الجاحدون إلى نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى .
لذا فموضوعنا اليوم بإذن اللـه تعالى هو مشهد الصراط بعد الميزان .
وحتى لا ينسحب بساط الوقت سريعا من بين أيدينا
ثانياً : الأمانة والرحم على جانبى الجسر .
ثالثاً : من هو آخر رجل يمر على الصراط ؟
هو الطريق الواضح المستقيم البين
ومنه قول جرير أمير المؤمنين على الصراط إذا اعوج المورد مستقيم .
والصراط شرعاً : المراد به هنا جسر أدق من الشعر ، وأحد من السيف
كما قال أبو سعيد الخدرى فى صحيح مسلم :
(( الصراط جسر أدق من الشعر وأحد من السـيف يضربه اللـه جل وعلا على ظهر جهنم ليمر عليه المؤمنون إلى جنــات النعيم والمشركون إلى جهنم وبئس المصير ،
فهو قنطرة بين الجنة والنار )) .
وفى الصحيح قال رسول اللـه : (( والذى نفسى بيده لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة ))
قالت حفصة : فقلت يا رسول اللـه ، أليس اللـه يقول :{ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا }
قال : (( ألم تسمعيه قال { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا } .
ورود بمعنى الدخول ، وهذا للكافرين والمشركين
كما قال اللـه فى شئن فرعون : { يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ }هود
بمعنى المرور على الصراط وهذا لا يكون إلا لأهل الأنوار من المتقين الموحدين
ممن قال فيهم رب العالمين .
قال تعالى{ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا }
يقول فقالوا يارسول اللـه هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
فقال النبى : (( هل تضارون فى القمر ليلة البدر ؟ )) قالوا : لا
فقال النبى : (( هل تضارون الشمس ليس لها سحاب ؟ )) قالوا : لا
فقال النبى : (( فإنكم ترونه كذلك ))
يحشر الناس يوم القيامة فيقول : من كان يعبد شيئاً فليتبعه ،
فمنهم من يتبع الشمس ، ومنهم من يتبع القمر ، ومنهم من يتبع الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم اللـه فيقول: أنا ربكم ،
فيقولون : هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا جاء ربنا عرفناه ،
فيأتيهم اللـه يقول : أنا ربكم ، فيقولون :
أنت ربنا ؟ فيدعوهم ، ويضرب الصراط بين ظهرانى جهنم ، فأكون أول من تجاوز من الصراط من بأمته ، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل ،
وكلام الرسل يومئذ : اللـهم سلم .. سلم ،
وفى جهنم كلاليب مثل شوك السعدان ،
هل رأيتم شوك السعدان؟ ، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلى اللـه تعالى ،
تخطف الناس بأعمالهم ، فمنهم من يوبق بعمله ، ومنهم من يخردل ، ثم ينجو ، حتى إذا أراد اللـه رحمة من أراد من أهل النار وفى رواية :
فمنهم المؤمن بقى بعمله ، ومنهم المجازى حتى ينجى حتى إذا فرغ اللـه من القضاء بين العباد ، وأراد ان يخرج برحمته من أراد من أهل النار
أمر الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد اللـه فيخرجونهم ، ويعرفونهم بآثار السجود ، وحرم اللـه النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار -
فكل ابن ادم تأكله النار إلا أثر السجود - فيصب عليهم ماء الحياة ، فينبتون كما تنبت الحبة فى حميل السيل ثم يفرغ اللـه من القضاء بين العباد
فينطلق المنافقون مع أهل الإيمان فيقولون مع المؤمنين :
أنت ربنا...يظنون أنهم يخدعون اللـه!!!
ترى ماذا يحدث ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بصمةالزوار
بارك الله فيكم