

من يهده اللـه فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا اللـه وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ...
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللـه حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } آل عمران
أما بعــــد :
توقفنا بمشيئة اللـه جل وعلا فى اللقاءت الماضية مع مشهد الحساب
وسوف نركز فى موضوع اليوم فى العناصر التالية :-
ثانياً : القصاص بين العباد .
ثالثاً : حرمة الدماء .
رابعاً : القصاص بين المؤمنين .

فى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة رضى اللـه عنه أن النبى

(( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة )) وفى رواية
(( لتأدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء
من الشاة القرناء ))
تدبروا وإياكم أن تغفلوا
وفى مسند أحمد بسند صحيح من حديث أبى ذر رضى اللـه عنه أن النبى


(( هل تدرى فيما تنتطحان ؟ )) قال : لا قال المصطفى

(( ولكن اللـه يدرى وسيقضى بينهما يوم القيامة ))
وهذا هو ما ذهب إليه جمهور أهل السنة ، فلا ينبغى البتة أن ترد الأحاديث الصحيحة الواردة فى هذا الباب بدعوى أن العقل لا يستوعب القصاص بين الدواب .
قال الإمام النووى رحمه اللـه :
إذا ورد لفظ الشرع ولم يمنع من إجراءه على ظاهره مانع من عقل أو شرع وجب أن تحمله على ظاهره ، فلا ينبغى على الإطلاق تأول هذه الأحاديث ليرد هذا الحكم آلا وهو حكم القصاص بين البهائم والدواب ،
فإن قيل الشاه غير مكلفة لاعقل لها فكيف يقتص منها يوم القيامة الجواب نقول قال تعالى :
{ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } هود
وقال تعالى { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } الأنبياء
وليعلم العباد علم اليقين أن الحقوق لا تضيع عند اللـه جل وعلا فإن كان هذا هو حال الحيوانات والبهائم والدواب ، فكيف بذوى الألباب والعقول من الشريف والوضيع والقوى والضعيف والكبير والصغير ؟!!!
إذا كان اللـه يأخذ الحق للدواب والبهائم والحيوانات فهل يترك اللـه حق العباد وبصفة خاصة حق من وحدوا رب الأرض والسموات ؟!!

ثانياً : القصاص بين العباد يوم القيامة
لا يظن أحدكم أن ظلمه للعباد من ضرب أو سب أو شتم أو تزوير أو أكل مال بالباطل أو أكل مال يتيم أو استهزاء أو سخرية أو غيبة أو نميمة أو جرح كرامة سيضيع سدى !!
كلا كلا !!
بل أن الظلم ظلمات يوم القيامة ، أما واللـه إن الظلم شؤم ولازال المسيىء هو الظلم
ســتعلم ياظلــوم غداً إذا التقينا عند الإله من الملموم ؟!
يا من دعاكم منصبكم .. يا من دعاكم كرسيكم ..
يا من دعتكم صحتكم.. يا من دعتكم قوتكم وقدرتكم على ظلم الضعفاء والفقراء والمستضعفين من العباد تذكروا قدرة اللـه جل وعلا ،
واعلموا يقينا بأن الملك هو الذى سيقتص للمظلوم من الظالمين فاحذر الظلم بجميع أنواعه سواء صغيراً أو كبيرا فإنه ظلمات يوم القيامة .
ففى الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبى


(( اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين اللـه حجاب ))
انتبهوا أيها الأحباب إن دعوة المظلوم ترفع إلى اللـه دون حاجب فهى تصعد مباشرة ،
ولذلك ورد فى الصحيحين من حديث أبى موسى الأشعرى أن الحبيب النبى

قال : (( أن اللـه ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ))
تدبروا معى جيدا هذا الحديث
الذى رواه ابن ماجة وابن حبان والبيهقى وأبى يعلى الموصلى
والحديث حسن
أن النبى

فلما ارتفعت وقعت التفت إلى الشاب وقالت له سوف تعلم يا غدر إذا وضع اللـه الكرسى وجمع اللـه الأولين والآخرين وتكلمت الأيدى والأرجل بما كانوا يكسبون فقال المصطفى

((صدقت ، صدقت ، كيف يقدس اللـه أمة لا يأخذ لضعيفهم من شديدهم ))


(( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شىء منه فليتحلله منه اليوم من قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، وإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه ، فحمل عليه ))

















ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بصمةالزوار
بارك الله فيكم